Logo portrait@4x-8
فن الأدب توفيق الحكيم

تعلم فن الكتابة من توفيق الحكيم ولن تجف أفكارك بعد الآن!

وقت القراءة: 11 دقائق

هل تتذكر آخر مرة حاولت الكتابة فيها، وجلست تمزق الورقة خلف الأخرى، وتلقي بها في صندوق امتلأ إلى أن فاضت الأوراق منه!

وحيث تجز على أسنانك من الغيظ، تشعر أنك نسيت الأبجدية، وفقدت القدرة على صياغة الكلمات للأبد ولا تعرف لفن الكتابة سبيلًا!

أخبرك سرًا؟ 

هذه حالتي في اللحظة الآنية…

ربما الجمل السابقة نفسها في طريقها إلى السلة، ولكن! 

ماذا لو حاولت معك ألا أكتب؟ لن استدعي الأفكار ولن أحاول خلق شيئًا ما جديدًا! 

لن أحاول إصلاح العالم بالكلمات…

ولن أحاول بيع المنتج الذي يريد العميل أن تتخطى مبيعاته الرقم القياسي!

ولن أشارك بأفكار تخص حملة التبرعات الخاصة بإحدى الجمعيات الخيرية…

سأحاول أن أكون نفسي، نعم نعم، سأظهر شخصيتي على الورق، هذا ما قاله توفيق الحكيم في كتابه “فن الأدب” الذي يناقش قضية فن الكتابة من زاوية مختلفة!

فإذا قمنا بتطبيق قواعد فن الكتابة كما رآها توفيق الحكيم، هل سنكتشف أن العميل يشتري بدافع العلاقة الإنسانية التي جمعت بينه وبين كاتب محتوى الإعلان؟

هل يشتري العميل لأن الكاتب عبر عن شخصيته لا بسبب مميزات المنتج وفقط؟ 

فكر معي قليلًا…

لماذا اثنان من صناع المحتوى التسويقي، يكتب كلاهما عن نفس الكرسي ذو الظهر المريح، ويطبق كلاهما القواعد التسويقية، فتأخذ قرار الشراء بفعل كلمات واحد منهما، ولا تحركك كلمات الآخر؟

دعنا نتابع ما قاله توفيق الحكيم!

محتويات المقال

من هو توفيق الحكيم؟ وما هو فن الكتابة؟

«عيناه، عيناه الممتلئتان بالحيوية والشفافية أيضًا!»

كانت الجملة السابقة هي ما قاله جمال الغيطاني واصفًا الطريقة التي يتكلم بها الأستاذ الحكيم…

حماسه وحركة يديه وتأمله الطويل قبل الإجابة وصوته ممتزج المشاعر الذي يدل على خبراته المتشعبة؛ كانوا يرسمون دائمًا لوحة، ويشبهون تيار المسرح الذهني الذي أدخله للأدب العربي.

 ولد توفيق الحكيم في أكتوبر 1898، وتوفي في 26 يوليو 1987.

توفيق الحكيم

تفتح وعيه على الاحتلال الإنجليزي لمصر، وامتزجت طفولته بأخبار قيام الحرب العالمية الأولى.

كتب ولحن الأناشيد الوطنية الحماسية التي أشعلت روح ثورة 1919، وأتم تعليمه العالي وقت عصور الثقافة والأناقة الفرنسية حيث درس القانون في جامعة السوربون، مشى في السلك القضائي كوالده، وشهد ولادة الأدب العربي الحديث حيث بروز أول رواية عربية وبداية ظهور القصص الأدبية وأنواع الآداب المختلفة.

شارك توفيق الحكيم في وضع قواعد هذا الأدب، وظل يمارس عمله الأدبي والفني إلى أن توفي في عام 1987.

 باختصار توفيق الحكيم يستحق أن تنعته بـ “شاهد على العصر” بالمعنى الحرفي. تُرى متذوق وصانع للفن والأدب مثله، حين ينقل لنا مفاتيح تجربته مع الكتابة، إلى أين يمكنه أن يصل؟ 

هذا ما نحن على أعتاب الولوج إليه خلال مقالنا هذا، الذي نحاول أن نستشف فيه أسرار الكتابة كما عرفناها من توفيق الحكيم في كتابه “فن الأدب” وسنلقي من خلالها الضوء على ما يمكن أن يتعلمه صانع المحتوى التسويقي لكي يكتب على طريقة توفيق الحكيم.

 لا تفوت على نفسك هذه الأسرار، وانتظر لتقرأ ما هو أصيل ومختلف!

ما سر كتابة المحتوى التسويقي على طريقة توفيق حكيم؟

أحكي لك قصة ستفيدك من حيث لا تدر في صناعة المحتوى؟

سأحكي لك…

في مسرحيته الشهيرة بيجماليون يتخذ توفيق الحكيم من الأسطورة اليونانية رداءًا لأفكاره الخاصة، ويحكي عن نحات كانت غاية حياته الكمال، وجل سعيه أن يصل للتمثال الذي يبدو أكثر كمالًا من البشر، تمثال يُكتَب له الخلود، إلى أن قام بنحت تمثال لامرأة في تمام الجمال والرقة، ينظر لها من ينظر فتسحر لبه ويقع تحت سحرها، كانت الفتنة البهية كما صورتها المعاني وكما أرادتها الأخيلة! 

ولكنها ليست امرأة كاملة، جالاتيا تمثال العاج الجميل الذي قال بيجماليون بعدما صنعه متحديًا الآلهة:

أولئك الخالدون لم يستطيعوا أن يصنعوا غير الهالك المحدود.. أما أنا الهالك المحدود فقد استطعت أن أصنع الخلود!

ظلت تمثالًا، بلا روح، ظلت تنقصها الحياة…!

بيجماليون توفيق الحكيم

إلى أن توسل بيجماليون للآلهة أن تمنح تمثاله الحبيب الحياة، لقد وقع في حب صنع يديه وأراد له أن يكون حقيقة، فما أن تحركت جالاتيا، إلى أن امتلكت عقلها وقلبها؛ أحبت غيره، فانهال على تمثاله الخالد يكسره.

يمكنك أن تستخرج آلاف المعاني من بيجماليون توفيق الحكيم ولكن ما يعنينا هنا كصناع محتوى، ما أفصح عنه توفيق الحكيم في سيرته الذاتية على إنه الكمال الذي يسعى إليه!

 إنه الأسلوب، التمثال الذي أراد أن يصنعه توفيق الحكيم بصورة مثالية هو أن يصل لأسلوب الكتابة المثالي! سر الخلطة التي تصنع صوت الكاتب وتوسمه بالتفرد.

 لماذا يرى الحكيم أن الأسلوب هو السر الأهم في الكتابة؟ 

ولماذا أراد لأسلوبه الخلود؟ 

أعطني يدك لنرى ما رآه هو وأفصح عنه ربما تصل إلى أبدع ما في فن الكتابة!

لماذا صوت الكاتب هو الشيء الذي يهم أكثر في فن الكتابة؟ 

كل الكلمات متشابهة إلى أن تقرأ لكاتب وتميز صوته!

«فيقول قولًا ندرك من ساعتنا أنه له، فالصوت صوته والنبرة نبرته والفرحة فرحته والدمعة دمعته»

– توفيق الحكيم

مثل أن تصادف عند قراءة  جملة مدون تحتها اسم كاتبك المفضل فتنفجر في الضحك وتقول يستحيل أن يكون هو من كتب هذا! 

هذا لأنك تعرف صوته، أي الطريقة التي تميز أسلوبه وتجعله هو من هو. 

يسمي توفيق الحكيم الصوت الذي يميز الكاتب بالخلق الفني وعليه يفسر:

«الخلق ليس معناه أن تخرج من العدم وجودًا، إنما الخَلق في كل شيء هو أن تنفخ روحًا في مادة موجودة»

– توفيق الحكيم

فن الكتابة

يساهم في تكوين صوتك الخاص وأسلوبك الإطلاع الغزير.

ولكن قبل ذلك هناك ما يتعلق بك كشخص، إنه أسلوبك الخاص!

دعنا نعود للمعجم على طريقة زكي نجيب محمود ونرد كلمة أسلوب إلى جذرها اللغوي، سلب… فيقول عن ذلك زكي نجيب:

«يكون للكاتب أسلوب إذا عرف كيف يسلب من نفسه سرها، فالنفس ضنينة بأسرارها، وليس كل إنسان بقادر على أن يفصح عما تضطرب به نفسه…» 

هل تشعر أن هناك تطابق عجيب بين امتلاكك لأدوات الكتابة وبين معرفتك نفسك؟

فن الكتابة

أي أنه متى عرفت من أنت ومتى استطعت التواصل العميق مع ما يدور في الأعماق

متى عرفت نقاط قوتك وضعفك في الكتابة التسويقية وغيرها من المهارات المرتبطة بها

كنت أقرب لمعرفة أسلوبك والتعبير عنه، بهذه البساطة.

«إن الفنان يظل يبحث عن ذاته وشخصيته إلى أن يجدها، فإذا هي تملكه بعد ذلك إلى الأبد، وتطبع كل ما يلمسه بذلك الطابع»

– توفيق الحكيم

هل هناك حاجة لصوت الكاتب في المحتوى التسويقي؟ 

في المحتوى التسويقي هناك الإيمان بصوت العلامة التجارية.

 كل شركة لها قصة ولها نبرة معينة في مخاطبة العملاء بناءً على شخصية العملاء وما يناسبهم، لكن ماذا عن الشخص الذي يكتب؟ 

هنا الأمر مركب بعض الشيء، فلا صوت الكاتب يظهر، ولا يختفي!

 إنما فن الكتابة التسويقية أن تصل للنضج، بحيث تعبر عن صوت العلامة التجارية الخاصة بك دون أن تتماهى معها وتنسخ من الطريقة التي كتب بها غيرك لهم.

عليك هنا أن تضع خبراتك ومهاراتك الخاصة لتصل إلى أفضل نسخة تعبر بها عن صوت العلامة التجارية وأهدافها الأصيلة لتلبي احتياجات العملاء.

وربما انعكس ذلك في شكل تغيير ما واختلف المحتوى عما قبل، ولكن لا يلاحظه العميل في شكل تغير هوية الشركة التي يتعامل معها، إنما في شكل تطور وفهم أكثر لحاجاته وقرب له

جمهور صناعة المحتوى

 فلا تخشَ أن تضع خبراتك وطريقتك، وضع في اعتبارك أن هناك الكثير من العلامات التجارية التي ستقابلها لم ينضج صوتها التجاري بعد ولم تتبلور شخصيتها!

لذا عليك أن تساعدهم في التعبير الواضح عن شخصيتهم التجارية، عليك أن تستخرج من طريقتك أسلوب العلامة التجارية وأن تثق في هويتك لكي تظهر هويتهم…

كيف تحكم على المحتوى الذي تكتبه إن كان جيدًا أم سيئًا؟

يحاول أن يصل الحكيم إلى جوهر عملية النقد والتحليل للوصول إلى مكامن الجمال في النص المكتوب، فلا يجد أقرب لصورة الجمال من الجمال المادي المشهود فيتساءل ليصل بك إلى إجابة: 

«ما السر في أن امرأة قد استكملت شروط الحسن وليست بحسناء، وأخرى شابتها عيوب وهي السحر والفتنة!» 

كذلك النص! نفس القواعد تنطبق على فن الكتابة

يتطرق توفيق الحكيم لطريقتين في التحليل، ينبغي أن يسيرا جنبًا إلى جنب. 

  • روح النص:

ويقصد بها الحالة الجمالية المهيمنة على ما كتبته، فتكون النتيجة أن ينسجم معه من يقرأ ليهتز وجدًا “الله!”

 وربما لا يدري من انفعل ما سر حلاوة هذه الكلمات، ولا حتى الكاتب، إنما هي أمر داخلي، يصلك به الإحساس الخام ولا تستطيع أن تخضعه للمعايير. 

فن الكتابة

  • في فن الكتابة الأرقام لا تكذب أبدًا:

يستشهد الحكيم بالقاضي الذي يحكم في القضية، هل يستطيع أن يقول فلان قاتل دون أدلة؟

بالطبع لا. 

والأدلة في عالم كتابة المحتوى التسويقي تترجم إلى كلمة واحدة سمعتها مرارًا من شيماء، الأرقام.

لذلك إن لم تكن لديك القدرة على الوصول لمؤشرات رقمية KPIs لتعرف منها مدى نجاح المحتوى التسويقي الذي كتبته لن تعرف أبدًا هل نجحت أم لم تنجح. 

وتأتي الجوهرة التي تتوسط تاج تقييم جودة المحتوى أن تسأل “لماذا صنع هذا؟” وكلما حددت الهدف، ووجدت النتيجة لصالحه، كلما كنت أنجح.

 فما الذي ستجنيه لو تابعك آلاف الأشخاص ممن ليس لهم اهتمام بالخدمة التي تقدمها أو ليست لهم القدرة الشرائية المطلوبة؟ 

فن الكتابة

في فن الكتابة كيف تساعدك مهارات النقد والتحليل لتكتب محتوى أقوى؟

 اغمض عينيك لتسمع..وصم أذنيك لترى! 

نلحظ دائمًا أن للشخص الكفيف حاسة سمع مرهفة فوق المعتاد، حيث اعتماده على حاسة واحدة أكثر مع فقدان حاسة أخرى في المقابل، يشحذ الحاسة المستخدمة ويجعل حدتها أقوى كثيرًا من الطبيعي.
هل يمكنك أن تفعل مثله؟ 

وأنا هنا لن افقأ عينيك ولن أثبت مكانهما جوهرتين

 ولكن تُرى…؟

 هل تستطيع أن تشتري جودة المحتوى التسويقي إن اتبعت هذه الطريقة؟ 

يقول توفيق الحكيم أن الراديو كان يعطي مساحة أكبر للتلقي من خلال حاسة السمع فتحصل على متعة أكبر وتصيح طربًا الله الله الله!

تحليل المحتوى

والسينما الصامتة كانت تعلم العين أن تلتهم الفن المعروض أمامها حتى يفطن المشاهد لكل حركة يتحركها الممثل ويلتقط المغزى وراءها.

هذه الوجبة المركزة الشهية لحاسة واحدة، تستطيع أن تخلق منك مع الوقت خبيرًا في فن كتابة المحتوى كيف تطبق ذلك؟ 

  • نوّع المدخلات لتشبع كل حاسة على حدى 

حاول دائمًا أن تغذي حواسك بأنواع محتوى مختلفة فكما تطرقنا في المدونة سابقًا التغذية البصرية ليست للمصممين فقط!

 لا تحصر نفسك في نوع واحد من المحتوى.

  • قسّم كل مهارة في فن الكتابة تتقنها إلى مهارات أصغر

ركز على مهاراتك الكتابية بالتركيز على كل مرة وحدها بدلًا من محاولة التركيز على كل المهارات مرة واحدة ولكن كل مهارة بشكل منفصل:

  • غذي مفرداتك واعتبر هذا كل هدفك مرة.
  • حين تقرأ أو تسمع استخرج التراكيب البليغة المعبرة واكتبها لديك.
  • استخدم المعجم لكي تفهم الكلمات بصورة أعمق، واستخدم الألفاظ هذه في حديثك إلى أن تصبح سليقتك. 

وحاول أن تكتسب السرد المنطقي وتقرأ في المغالطات المنطقية وأن تكون أفكارك مترابطة تسلسلها واضح مهضوم ومقنعة واعتبر هذه غايتك مرة أخرى.

قم أنت بوضع خطة لنفسك لكي تتقن كل مهارة تصب في النهاية لغاية تطوير مهاراتك الكتابية أو المهارة التي تسعى لها حاليًا…

ثم انتقل للمهارة الأصغر التالية، عليك أن توجه كل حاسة لجانب أدق داخل كل مهارة.

حاول أن يعينك بصرك على تطوير كتابتك مرة وتعينك أذنك على تطوير كتابتك أيضًا مرة بل ويعينك اللمس على تطوير كتابتك مرة ومرة ومرة،

هل وصلت لأهمية التحليل للتعلم والنقد؟

  • طور المهارات غير المباشرة التي تؤثر على جودة عملك

مثلًا قم بالعمل على استخراج أفكار إبداعية، ولا يهم أن يكون التنفيذ أفضل ما يمكن، فقط حاول أن تصل لنقطة إبداعية لا مثيل لها واكتفي بالتدريب على الجانب الإبداعي عندك من خلال بعض التمارين التي تنمي الإبداع لديك في صناعة المحتوى.

  • تعامل مع جمهورك كمحلل نفسي! 

المس مشاعر جمهورك، حاول أن تتّبع مخاوف البشر، أحلامهم، آلامهم، ما يسعدهم، واستهدف بكلماتك وأفكارك شعورهم…

لا تفكر في أي أمر غير أن تملك قلب من يقرأ لك وتحرك داخله، تدرب عليها، ستميزك.

فن الكتابة

  • على طريقة شيماء: لا تؤمن بالقلم آمن بالمقص 

الجملة السابقة الاقتباس المفضل الذي تعلمت منه “اختصر”، تعلم أن تصل لرسالتك بأقصر عدد ممكن من الكلمات.

 تدرب على اختصار مقال 1000 كلمة لنصف عدد كلماته مع تضمينه نفس الفكر، هذا خاصة إن كنت تنوي احتراف الكتابة الإعلانية Copywriting. 

  • كل كاتب جيد لا بد أن يكون باحثًا جيدًا! 

احترف مهارات البحث:

  •  اتقن قواعد محركات البحث.
  • تعود أن تصل للمعلومة من خلال التنقيب في الكتب.
  • واتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي منجمًا لجلب الأفكار.
  •  من خلال ألف طريق وطريق حاول دائمًا أن تعرف من أين تأتي بالمعلومة التي من الصعب أن يصل لها غيرك! 

لن تتميز في فن الكتابة إلا إن احترفت البحث. 

البحث لكاتب المحتوى

  • وليس سناب شات كالتيك توك!

من الأدوات التي تميزك كصانع محتوى؛ أن تتقن استخدام منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ولكي تصل لهذا المستوى إليك التالي:

  • تدرب على تطبيق المشروعات على كل منصة من منصات التواصل الاجتماعي وحدها.
  • كرس وقت لإنتاج محتوى يلائم المنصة؛ خصص 6 أشهر لكي تتعلم سناب شات، و 6 أخرى لكي تصنع محتوى ينتشر  انتشار النار في الهشيم على تيك توك.

وتذكر أن الوقت الذي تقضيه في التركيز على تعلم منصة واحدة ليس بالوقت الضائع إنما هذا ما سيجعلك صانع محتوى مختلف، ملم بأدوات المجال.

  • كن من سادة هذه المهارة بالتحديد في فن الكتابة

تعلّم مهارة متخصصة مثل:

  •  التسويق عبر البريد الإلكتروني.
  •  الكتابة التقنية.
  •   كتابة المقالات الطبية المتوافقة مع محركات البحث، 

وحاول أن تتعمق في هذا الجانب للقدر الذي يجعلك من أشهر العاملين على هذه النقطة ضيقة التخصص، فما يسأل أحدهم أريد صانع محتوى في تخصص كذا إلا وأشارت إليك أصابع الجميع.

  • هل تعرف جمهورك جيدًا؟ 

    • تعرف جمهورك؟ 

            =    أعرفه 

    • كتبت له قبل كده؟ 

            =     لا 

    • يبقى ما تعرفوش!

الجمهور

اختر فئة معينة من الجمهور ترغب العمل عليها، ككتابة المحتوى لفئة أصحاب الشركات والأعمال  B2B

ادرس طبيعة هذه الفئة من الجمهور وافهمهم جيدًا،

أو حاول العمل على منتجات التجميل والتي بالطبع موجهة للسيدات، واعمل على أن تكون الأمهر في فن الكتابة لهذا التخصص.

دائمًا كاتب المحتوى الذي عمل على فئة جمهور ما، يتمرس في فهم طبيعة ونفسية هذا الجمهور، ومن ثَم يكون من أفضل صناع المحتوى لهذا الجمهور 

القائمة تطول، وتختلف بحسب أهدافك في المجال، إن أردت أكثر، سأعلمك المبدأ القائم عليه إتقان أيًا ما كان ما أردت أن تتعلمه، وهي مهارة التكرار المتعمد.

 التكرار المتعمد أي أن يقوم الشخص الذي يريد أن يتقن مهارة، بتقسيمها لمهارات أصغر، وأن يقضي وقتًا محددًا لممارسة هذه المهارات الصغيرة، ويدمج بين مهاراته الصغيرة مع الوقت لكي يستفيد من تباعد أوقات التعلم في شحذ مهارته.

للمزيد قم بالبحث عن مهارة التكرار المتعمد deliberate practice ستفهم أهمية ومقصد التخصص والتركيز على مهارة واحدة، واستخدام حاسة واحدة. 

احكي يا شهريار!

«وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح، مولاي!»

ماذا لو حكى شهريار الحكايات بدلًا من شهرزاد؟ 

شهرزاد

يعرف عن ألف ليلة وليلة والقصص الشعبي مثلها كالسيرة الهلالية أنها مكتوبة بواسطة الشعب كله، وتعتبر جزء من تراثه قبل كونها نوع من الأدب.

 يرى توفيق الحكيم أن ألف ليلة وليلة هي الأدب فعلًا وفن الكتابة في أنقى صورة، الأدب القائم على الرمز والمعنى والتعبير عما تختلج به النفوس وإن لم يكن بقوة النص البليغ كان أقوى في التأثير والانتشار من أدب المتخصصين، لماذا؟

ببساطة لأن الجمهور نفسه كان يكتب، فمن أعرف الناس بحال مجموعة من البشر غير هذه المجموعة نفسها؟

باعتبار أن فئة المثقفين والكتّاب مختلفة نوعًا ما ومنغلقة عن الجمهور البسيط الذي لم تعزله الثقافة عن الحياة.

 كان الحكيم يرى القصص الشعبي يشبه إلى حد كبير أساطير الإغريق، التي أصبحت التراث الذي يلهم لأدباء ويغذي أعمالهم الأدبية والفنية.

فإن أردت أن تعرف ما أكثر القصص التي يود أن يسمعها شهريار، دعه يحكيها هو لك! 

وكصانعي محتوى، ألف ليلة وليلة خاصتنا هي المحتوى الذي يصنعه الجمهور UGC-User Generated Content

والذي يعد تأثيره هو الأقوى على الإطلاق، حيث يرى المستهلكون أنهم يثقون في المحتوى الذي يصنعه الجمهور 3 أضعاف ثقتهم في المحتوى الذي تكتبه العلامة التجارية بنفسها!

بل يحرضهم بنسبة 80% على اتخاذهم قرار الشراء!

 7 طرق قامت بها شركات لتشجيع الجمهور على أن يحكي هو حكاية العلامة التجارية:

المحتوى الذي يصنعه المستخدم ليس فقط أن يقدم جمهورك معلومات عنك بدلًا منك، ولا يتمحور حول التشجيع المباشر على استخدام منتجاتك.

 ولكن أي فكرة، مسابقة، تجعل المستخدم يشارك في حدث يخصك كأن يلتقط صورة بهاتفه يرتدي فيها تيشيرت من علامتك التجارية ويشير إليك، يعتبر محتوى صنعه الجمهور! 

  • قبل شراء الملابس من الإنترنت نجد أكثر التعليقات “هل هناك صور على الطبيعة”؟

أطلقت شركة  Monsoon حملة شجعت فيها المستخدمين على مشاركة صورهم بالموديلات الخاصة بالعلامة التجارية بدلًا من الاعتماد الكلي على عارضات الأزياء، وهو ما انعكس على ثقة بقية المستخدمين ورفع نسبة المبيعات 3%! 

إذ مجرد رؤية غيرهم من المستهلكين يرتدوا الملابس خلق رابطة من الثقة والطمأنينة للجودة تختلف عن طبيعة الصورة المنمقة التي ترفعها الشركات.

  • هل احتفظت بعبوة كوكاكولا تحمل اسمك من قبل؟

شركة كوكاكولا حين كتبت الأسماء على زجاجات المياه الغازية خاصتهم، حمست المستهلكين لنشر صورهم مع العبوات الحاملة لاسمائهم! 

كوكاكولا

هذا يفعله المستهلك من تلقاء نفسه قبل أن تطلب منه نتيجة لاهتمامك بوضع اسمه على الزجاجة، إنها قوة الرسالة الإعلانية المخصصة لكل عميل على حدى Personalization.

مثل أن ترسل بريد إلكتروني مخاطبًا كل فرد باسمه الشخصي

أو أن تكتب قطعة من المحتوى موجهة لفئة من عملائك، يشعر كل من يقرأها أنها كتبت بشكل شخصي جدًا له هو.

  • هل يحب زبائنك أن يقضوا وقت المرح الخاص بهم معك؟

طلبت شركة دوريتوس من جمهورها المحب للتصميم، أن يصمم صور لها علاقة بمنتجات الشركة مع إضافة الطابع الفكاهي، وهو ما أدى إلى انتشار التصميمات بصورة كبيرة نتيجة لكونها مضحكة، فالسعادة دائمًا تطلب لنفسها الانتشار. 

الدرس المستفاد: حاول أن تضيف البهجة عند طلب صناعة محتوى من قبل المستخدم.

  • شركة Aerie حاولت أن تخلق المعنى وأضافت قيمة لحياة المستخدمين!

 وذلك من خلال مشاركتهم في صناعة محتوى يخص الشركة، حيث أطلقت مسابقة أعلنت فيها أنها ستتبرع بمبلغ 1 دولار مقابل كل صورة يشاركها عملائها وهم يرتدون الملابس الخاصة بعلامتهم التجارية. 

لاحظ هنا تحفيز الشعور بالرضا عن النفس واللعب على رغبة الإنسان في المساعدة وأن يشعر بأفضليته حين يفعل الخير.

  • ستاربكس أظهرت الروح الفنية الطفولية بداخل روادها.

ستاربكس

بدأت فكرة كوب ستاربكس الأبيض، حيث يرسم أي شخص بألوانه لوجو الشركة ويعبر عنه من خلال رؤيته الفنية

على أن يتم اختيار الرسومات الأفضل وطباعتها على الأكواب التي تستخدمها مقاهي ستاربكس في فروعها مقابل جائزة قيمتها 300 دولار للفنان صاحب الرسمة. 

وهنا يشعر الشخص بالفخر والانتماء وتعطى له مساحة كبيرة للتعبير عن الذات.

  • قوة أن يكتب العميل مراجعة عن منتجك!

مراجعات العملاء على جودة المنتجات على الموقع الإلكتروني أو على وسائل التواصل الاجتماعي من أهم أنواع المحتوى الذي يصنعه الجمهور فلا تهملها!

 تجد هذه الميزة بشدة في مواقع التجارة الإلكترونية مثل أمازون، وما عليك كعلامة تجارية أن تشجع عميلك على كتابة رأيه في المنتج مقابل خصومات ما، أو حتى بجعل الأمر سهل وألا تكون كتابة الرأي عملية معقدة، يكفي أن يشعر أن رأيه مقدر، وهو ما سيجعل المزيد من العملاء يثقون بك ويشترون وتزداد المراجعات والمبيعات.

  • اصنعوا لي هويتي البصرية!

أنت تدرس جمهورك كثيرًا لكي تصنع هوية بصرية تشبههم، فلماذا  لا تجعلهم يصنعونها بأنفسهم؟ 

تم تنظيم مسابقة مالية كبيرة مقابل صناعة الهوية البصرية الخاصة بمنتج بيبسي ماكس!

كانت نتيجتها أكثر من 50 ألف زيارة جديدة للموقع الخاص بهم، و 7 آلاف مصمم على مستوى عالي من الاحترافية تقدموا بأفكارهم! 

اكتب مثل الأراجوز! 

أراجوز.. أراجوز.. إنما فنان

فنان.. أيوه.. إنما أراجوز

ويجوز يا زمان أنا كنت زمان

غاوي الأرجزة طياري.. يجوز

إنما لما الكيف بقى إدمان

باجي أبص لشيء واحد أرى.. جوز

أرى إيه؟ 

أرى أرى أراجوز

لم أتخيل يومًا أن فن الكتابة يمكنه أن يستقي شيئًا ما من “الأرجزة” التي غنى لها عمر الشريف في فيلمه الشهير! 

الأراجوز

الحركات البهلوانية التي كنا نراها صغارًا فنضحك حد التعب ما دخلها والكتابة؟ 

يعتقد توفيق الحكيم أن الأراجوز يمثل الفن في شكله الخام، فأنت إن أردت أن تصل أسرع، لا عليك من التعقيدات، والزخارف غير المفيدة، والأدوات المكلفة.
فليس من الضروري أنهم يضيفون القيمة لعملك، ربما يضعفونه! 

فكما يسلك العالم اليوم مسلكه نحو التبسيط والاستغناء، كذلك هي صناعة المحتوى! 

إن أردت التأثير؛ كن بسيطًا، اختر الفكرة الأقرب والأوضح، وعبر عنها بطريقة واضحة! ربما كان هذا ما يميزها ويجعلها ألصق بالقلب والعقل، ربما يستريح الشخص في ظل فكرتك البسيطة من عالم مليء بالزحام. 

في النهاية، 

إليك أبرز 5 نقاط في فن الكتابة:

طبقها في كتابتك التسويقية طبقًا لما قاله توفيق الحكيم

  1. حاول أن تطور أسلوب خاص لكتابتك، تأتي به من كثرة الإطلاع، وممارسة الكتابة باستمرار.
  2. فعّل مهارات التحليل وقيم المحتوى الذي تقرأ، بل حلل كل ما يدور حولك.
  3. قسّم المهارات التي تود تعلمها إلى مهارات أصغر، واتقن كل مهارة على حدى.
  4. شجع الجمهور على إنتاج محتوى لعلامتك التجارية بأنفسهم.
  5. اكتب ببساطة.

فن الكتابة

ربما احتجت أن تعود مجددًا للفقرات السابقة…

أشجعك أن تكتب بعض الملاحظات للأمور التي تنوي تطبيقها في المرة القادمة التي تكتب فيها لتشعر بفارق المستوى.

الآن أخبرني هل وجدت في كلام توفيق الحكيم معلومات جديدة تعتقد أنها ستكون ذات أثر على كتابتك؟

‎التعليقات‫:‬ 2 On تعلم فن الكتابة من توفيق الحكيم ولن تجف أفكارك بعد الآن!

  • إيه الجمال ده! المقال ثري جدًا واستفدت كتير من توفيق الحكيم ومن المقال نفسه بإسلوبه الأدبي البديع.

  • شكرًا لكِ يا يارا
    لا أعلم لماذا وقعت عليّ كلماتك كصديق قريب أعرفه! 💚 وهذا والله أسعدني…
    كل ما أرجوه أن يجد المقال في نفسك صدى مستمر، وأن ينعكس على كتاباتك التسويقية الرائعة ليضفي عليها مزيدًا من الألق. ✨💚

‎أضف رد

I don't publish guest or sponsored posts on this site. But thanks anyway. :)

:

‎بريدك الإلكتروني لن يظهر لأحد