محتويات المقال
هل سمعت عن نقص فيتامين ض؟
هو فيتامين أساسي لكل صانع محتوى عربي، في عصر يتسابق فيه الجميع على إنتاج محتوى جذاب ومبتكر، ويغفل الكثيرون عن أهمية اللغة العربية كأداة أساسية في هذه الصناعة..
والتي يعد عدم إتقانك لها من أكبر أخطاء صانع المحتوى العربي، وهو ما يعتبر موازيًا لأن تصل ساحة المعركة وقد نسيت السيف!
يبدوا الأمر بديهيًا..
أن يجيد صانع المحتوى العربي اللغة العربية
لكن رغم ذلك يتكاسل الكثير من صناع المحتوى عن ضبط لغتهم العربية بحجج متنوعة منها:
- عدم أهمية الكتابة الصحيحة طالما المعنى مفهوم للجمهور،
- الفصحى لغة للروايات والأبحاث، لا يجب تعلمها وضبطها في التسويق وخصوصا على السوشيال ميديا..
- العامية لا قواعد لها، وأحكام الفصحى لا تنطبق عليها…
لكن الحقيقة مغايرة لذلك تمامًا!
لغتك العربية هي أهم أداة في رسالتك التسويقية
هي الجسر بينك وبين الجمهور الذي تعبر من خلاله أفكارك ورسالتك التسويقية لتصل إليهم بسلام وتحقق النتائج المرجوة..
إجادتك لها تعطيك مساحة أكبر لاستعراض مهاراتك وتشكيل أفكارك كيفما تشاء!
تمامًا مثل نحّات، تُمكنه أدواته الاحترافية من تقديم منحوتة مصنوعة ببراعة لا تشوبها شائبة ولا يعكر جمالها خطأ.
لذلك دعنا نفكر سويًا في تلك الحجج!
1- لا يهم ما أكتب المهم أن يصل المعنى للقارئ
تخيل معي أن يهبك الله لغة عدد كلماتها أكثر من 12 مليون كلمة، وقد تشير الكلمة الواحد لأكثر من 100 معنى.. ويحمل المعنى الواحد عشرات المترادفات التي تتيح لك استخدام المناسب منها وفقا للسياق..
ثم تأتي انت وتكتب في إعلانك:
هل أنت مثلي تحب الأساور؟
أتفهم استقامة صانع المحتوى، ونيته السليمة في إظهار المشاركة الوجدانية حين كتب تلك الجملة،
وقصده بأنه يتشارك نفس الذوق في الاكسسوارات مع القارئ
لكن هل ضاقت بك اللغة لكي لا تجد غير «مثلي» لتعبر بها عن هذه المعنى؟
لكي لا تقع في مثل هذا الفخ مستقبلًا يمكنك الاستعانة بأدوات مثل reverso وقاموس المعاني
ستجد العديد من المرادفات لأي كلمة تريد كتابتها، تغنيك عن الوقوع في مثل هذا اللغط!
وبالحديث عن اللغط وسوء الفهم..
بما أنك صانع محتوى كلماته عابرة للحدود!
قد تصادفك فرص عمل في دول غير بلدك أو مع جمهور من غير موطنك..
وفي هذه الحالة بجانب أهمية دراستك لثقافة تلك البلد وجمهورها، من الضروري أن تتعلم أكثر عن لغتها حتى لو كانت دول عربية مثل دولتك!
في الأصل لغتنا واحدة، وهي اللغة العربية
لكن لا نغفل جميعًا عن الانفتاح الثقافي والاحتلالات وغيرها من الظروف والمؤثرات التي شكلت لغة كل بلد..
بالإضافة لاختلاف اللهجات بين المحافظات والمدن داخل البلد الواحد!
لذا عندما تكتب محتوى موجه لبلد آخر أو تقرر الدخول للسوق الخليجي، عليك أن تدقق في اختيار كلماتك! وإلا قد تكتب محتوى لبلد معين فتجد نفسك فجأة في بلاد ما وراء الشمس!
يمكنك قراءة كتاب اللهجات الخليجية لميديستا والتعرف على اختلاف المرادفات بين الدول الخليجية كخطوة استباقية قبل الإقدام على هذه الخطوة لتفادي مشكلات أنت في غنى عنها!
2- هل قواعد الإملاء مهمة فعلًا أم أنه وهم الكمال؟
الأخطاء التحكيمية جزء من متعة كرة القدم
جملة قد تتفق معها لو كنت من مشجعي الفريق الذي كانت هذه الأخطاء في صالحه
أما الأخطاء الإملائية فلا مستفيد منها
لا أنا ولا أنت ولا مشجعي كرة القدم!
المحتوى الذي تكتبه أنت.. يقرأه العميل داخل رأسه
هل تريد أن يستمع للمحتوى بوضوح أم يقف أمام كل كلمة يعيدها في رأسه مرارًا حتى يصل للمعنى الذي تقصده؟ إذا فعل ذلك أصلًا!
في الحقيقة.. هو لن يبذل هذا الجهد
وخصوصًا على منصات التواصل الاجتماعي..
هناك الحياة سريعة!
ما يصعب قراءته يصعب فهمه والـ scroll لا دين له..
في كل مرة تُقنع نفسك بأنه لا توجد مشكلة في إبدال الياء المنقوطة بغير المنقوطة
أريد منك أن تتذكر الدبلجة العامية المصرية لكارتون سندريلا.. هل تتذكر كيف كان ينادي الفأر على سندريلا طوال الفيلم؟
نطق «سندريلي» بدلًا من «سندريلا» هو تمامًا ما تقدمه لعميلك عندما تبدل بين الياء المنقوطة (ي) والياء غير المنقوطة (الألف المقصورة – ى)
لاحظ الفرق بين:
- «على» حرف الجر
- و«علي» اسم العلم المذكر!
النقطتين أسفل الياء هما أهم فرق سيلاحظه عميلك!
انتبه للأخطاء الإملائية كالياء والهمزات والتنوين، وطبعًا أخطاء تبديل الحروف أو نسيان أحدها بسبب الكتابة بسرعة وعدم المراجعة في النهاية.
ولا تفوت الاعتناء بعلامات الترقيم، لتعطي للقارئ مساحة ليلتقط أنفاسه، ويفهم معاني الجمل بوضوح دون تداخل بينها.
ولا تنسَ أنه من المهم أيضًا أن تحافظ على مكانتك بين صناع المحتوى الآخرين، فكيف تدعي أنك صانع محتوى ماهر ومتقن لكل القواعد وأنت لا تستطيع التفرقة بين همزة الوصل والقطع؟ هل تعتقد أنك حينها ستكون مقنعًا كفاية لعملائك ومنافسيك؟
3- تعلّم النحو وحافظ على إيقاع كلماتك!
الأخطاء النحوية كذلك لا تقل أهمية عن الأخطاء الإملائية، ولا تتطلب منك أن تكون سيبويه في علم النحو!
يكفي أن تتعلم قواعد اللغة الأساسية ويمكن أن تبدأ بمحتوى «غيض من فيض» أو بمذاكرة النحو الصغير ونحن نحضر لك أيضًا محاضرات ومنتجات تساعدك على تعلم النحو ببساطة…
في اللغة العربية النحو هو لحن العبارات.. أي نشاز فيه يزعج أذن المتلقي…
وهو ما تلاحظه عندما تستمع لكلمة مرفوعة بدلًا من منصوبة، أو مجرورة بدلًا من أن تكون ساكنة!
4- هل قواعد اللغة العربية تنطبق على الفصحى فقط؟
أهمية تجنب الأخطاء الإملائية والنحوية لا يسري فقط على الكتابة بالفصحى بل على الكتابة بالعامية أيضًا..
لا يخدعك أحد بمقولة أن العامية لا تخضع لقواعد اللغة العربية!
إلى ماذا تحتكم إذًا؟ لوائح الفيفا؟
العامية مندرجة من الفصحى.. لهجة من اللهجات، وتخضع لقواعدها
لذلك عليك مراعاة هذه القواعد لتقدم محتوى واضح برسالة مفهومة.
وإلا لو كتب كل منا الكلمات العامية كما تُنطق في بيئته وكما يحب دون الاحتكام لقواعد، سيصبح للكلمة الواحدة ألف طريقة للكتابة وسيتعين عليك حينها اختيار طريقة كتابة كل كلمة وفقًا لكل فرد من جمهورك! حاول فقط أن تتخيل!
5- دعونا ننسى أخطاء الماضي ونعمل أخطاء جديدة!
أخطاء كتابة اللغة العربية سببها ليس فقط عدم معرفتك بقواعد النحو والإملاء، أحيانًا قد تكون ملمًا بتلك القواعد..
لكن تسرعك في النشر وإهمالك لمرحلة المراجعة هو ما يجعلك تقدم محتوى غير منضبط.
لذا لا تهدر المجهود والوقت المبذول في صناعة المحتوى بإهمالك لمرحلة المراجعة!
6- استخدم الكلمة المناسبة في السياق المناسب!
لا تنجرف وراء الكلمات القوية والبراقة! لكل مقام مقال.. وتنوع المرادفات في اللغة العربية يساعدك على اختيار الكلمة المناسبة للصناعة التي تقدم خدماتك التسويقية بها، والملائمة كذلك لطبيعة الجمهور الموجه له المحتوى..
7- هل أنت فقير لغويًا؟
«الفقر مش عيب»
إلا لو كان فقر لغوي!
الفقر اللغوي لا علاقة له بسعر الدولار أو تغير ترتيب الطبقات الاجتماعية بسبب التعويم..
لكن باختصار هو نقص في إطلاعك على المحتوى العربي، وضعف مخزونك اللغوي من الكلمات وتراكيب الجمل..
وهو ما يؤدي لاستخدامك لنفس الكلمات بصورة متكررة وكتابة جمل متشابهة في قطعة المحتوى الواحدة!
وهو العامل الرئيسي وراء وجود عبارات تسويقية مثل:
امتلك وحدتك السكنية المميزة في أكثر شوارع المدينة تميزًا وبعروض حصرية مميزة!
أنت لا تكتب موضوع تعبير من 500 كلمة وتريد حشوه بكلمات لتحقق التارجت!
كل كلمة في رسالتك التسويقية تحمل نفس القدر من الأهمية، وكل ضعف في أي جزء منها بسبب ملل للقاريء ويقلل من جاذبية المحتوى الذي تقدمه وبالتالي يضعف نتائجه..
والحل بسيط:
مدخلات متجددة لعقلك = مخرجات متنوعة تقدمها في محتواك!
روشتة صانع المحتوى لعلاج ضعف اللغة العربية
باختصار «الروشتة» المبدئية لصناعة محتوى بلغة عربية سليمة هي:
- اهتم بتعلم قواعد اللغة العربية وراجع كتاباتك بشكل جيد قبل نشرها.
- استعن بمدقق لغوي متخصص لتصحيح الأخطاء اللغوية في النصوص.
- اقرأ.. استمع.. شاهد لأن الإطلاع المستمر على المحتوى العربي يساعدك على توسيع مفرداتك وتطوير أسلوبك اللغوي.
- اشترك في الدورات التدريبية التي تطور من مستواك العام كصانع محتوى.
تذكر أن اللغة العربية هي أداة قوية وأساسية لبناء محتوى جذاب ومؤثر.
هي استثمار في أصولك الباقية كصانع محتوى، وتساعدك على تحقيق المزيد من الأرباح بتقديم رسائل تسويقية مكتوبة بمهارة وإبداع!
أخبرني في التعليقات ما وصفتك السرية لتطوير لغتك العربية؟
التعليقات: 2 On 7 أخطاء تدمر مسيرتك في صناعة المحتوى العربي!
مقال غني وشامل لأهم النقاط التي تهم صناع المحتوى، وخاصةً الذين يتكاسلون عن تدريب وضبط اللغة العربية لديهم بشكل صحيح. المقال ممتع جدًا بالرغم من جهودي الكبيرة في دراسة اللغة العربية والقراءة في آدابها، وممارسة التدقيق اللغوي على العديد من النصوص. أسأل الله أن ينفع بعلمكم وعملكم جميعًا في الدنيا والآخرة. كل الحُب.
شكرًا تقوى ✨
اتمنى لكِ استفادة أكبر من مقالات المدونة وتوفيق دائم في استثمار معلوماتها 🌿