البريف

ما هو البريف وكيف يؤثر على كتابة المحتوى؟

وقت القراءة: 4 دقائق

 تخيل معي بأنك تتلقى مكالمة هاتفية من مكتب العقارات، يخبرك فيها أنه يريد أن يبيعك شقة في مجمع سكني، وعندما تسأله عن تفاصيلها لا يخبرك سوى أنها بمليونين!

وآخر يبيعك شقة بكامل تفاصيلها من:مكان مجمع سكني، مزاياه، خدماته الأمنية والكهربائية، مساحة الشقة، إلخ.

أي شقة من بينهما ستختار؟ أعتقد أن الاختيار واضحٌ جدًا، أليس كذلك!

دعني الآن أخبرك ما هو البريف، وما هو الرابط بينه وبين هذه القصة.

ما هو البريف؟

البريف هو دليلك الإرشادي لحملتك التسويقية

فهو من يحدد خطة التسويق الخاصة بك من:

  • الأهداف.
  • الإنجازات المتوقعة للحملة.
  • يساعد المسوقين والمدراء على قياس نجاح الحملة التسويقية.

يمكنك مشاركة البريف مع باقي أعضاء فريقك، ومشاركته مع مصممي الجرافيك، لمعرفة القواعد الإرشادية الخاصة بالعلامة التجارية.

فهو يحتوي على بيانات ومعلومات العلامة التجارية لضمان نجاح مشاريعك وحملاتك التسويقية. ويساعدك على التواصل مع جمهورك المستهدف وتلبية مطالبهم.

لذلك أسميته (بالمرشد السياحي).

فإنك لن تستطيع اكتشاف معالم البلدان الجديدة من دون مرشدك الخاص، إلا بعد مدة طويلة من البحث سواء على أرض الواقع، أو عن طريق خرائط جوجل.

كذلك البريف سيكشف لك عن خبايا وميزات العلامة التجارية، بدلًا من البحث الطويل عن ما هو البريف!

السؤال الآن، هل يستطيع كاتب المحتوى التسويق بدون البريف؟

يمكن لكاتب المحتوى تسويق أي علامة تجارية بدون بريف من خلال بحثه الخاص مثل:

  • فهم الجمهور المستهدف.
  • السوق، يتضمن ذلك تحديد نقاط البيع الفريدة للعلامة التجارية ومنافسيها.
  • فهم نقاط الألم واحتياجات الجمهور المستهدف.

على سبيل المثال، قد يقوم كاتب المحتوى بالبحث لعلامة تجارية، لمنتجات التنظيف الصديقة للبيئة وفهم اتجاه المستهلكين الذين يهتمون بالبيئة ويبحثون عن منتجات صديقة لها. حيث يمكنه من خلال إنشاء محتوى تسويقي تسليط الضوء على صفات العلامة التجارية الصديقة للبيئة وكيف تعالج احتياجات الجمهور المستهدف،

من خلال قنوات مختلفة مثل (اليوتيوب، الفيسبوك، التسويق عبر البريد الإلكتروني) وغيرها.

لذلك من دون البريف، يجب على كاتب المحتوى أن يكون مبدعًا واسع الحيلة ولديه فهم قوي للسوق والجمهور المستهدف، لتسويق العلامة التجارية بشكل ناجح.

هل هذا يعني أنك لست بحاجة للبريف؟

على العكس تمامًا، فبدون البريف قد تحتاج إلى قضاء المزيد من الوقت في البحث عن العلامة التجارية، مما يؤدي إلى تأخير عملية الكتابة!

لذا الحل هو تقديم بريف شامل لكاتب المحتوى، ويجب أن يتضمن جميع المعلومات حول العلامة التجارية: 

  • منتجاتها أو خدماتها.
  • الجمهور المستهدف. 
  • صوت العلامة التجارية.
  • الأهداف.

بهذه الطريقة، يمكن لكاتب المحتوى أن يبدأ العمل ويوفر الوقت على نفسه، وينتج محتوى عالي الجودة بكفاءة عالية.

حسنًا دعني أسألك الآن، 

من هو المسؤول عن كتابة البريف؟

 

ما هو البريف

عادة ما يتم إعداد وكتابة البريف من قبل العميل أو مدير الحسابات (Account manager) لأنه المسؤول عن فهم أهداف الحملة التسويقية وتوصيل هذه المعلومات إلى كاتب المحتوى.

كما يمكن للعميل أو Account manager العمل مع كاتب المحتوى لتطوير البريف، والذي يجب مراجعته والموافقة عليه قبل بدء الكتابة. 

لذا يجب أن يكون البريف عملًا جماعيًا بين العميل وفريق التسويق وكاتب المحتوى، للتأكد من أن يكون الجميع على نفس النهج، الأهداف، وتوقعات الحملة التسويقية.

لكن هناك رأي آخر لبعض الشركات، فهي تعتمد على هيكليتها وأدوار كاتب المحتوى ومدير الحسابات (Account manager) فمثلًا في بعض الحالات، قد يكون كاتب المحتوى مسؤولاً عن إعداد البريف، خاصة إذا كان لديه فهم جيد للعلامة التجارية وأهداف الحملة التسويقية. 

وفي حالات أخرى، قد يكون مدير الحسابات (Account manager) مسؤولاً عن البريف، لأنه نقطة الاتصال الرئيسية بين العميل وكاتب المحتوى.

في نهاية المطاف، الهدف هو الحصول على بريف شامل وفعّال يوفر المعلومات اللازمة لكاتب المحتوى ويساعده في توجيه الكتابة التسويقية. 

فلا يهم من يقوم بإعداد البريف، طالما أن المعلومات دقيقة وكاملة ومفيدة لكتابة المحتوى. 

ما رأيك أن أخبرك بأساسيات محتوى البريف، لتكون على علم دقيق بمسار العملية التسويقية؟ هيا بنا!

 7 أساسيات مهمة لمحتويات البريف 

يجب أن يحتوي البريف على معلومات هامة، ليستفيد منها المسوقون وكتّاب المحتوى وهذه الأساسيات هي:

  1. توقيت الحملة التسويقية.
  2. نوع الحملة التسويقية.
  3. قنوات نشر الحملة.
  4. محتوى المنشورات التسويقية.
  5. أهداف الحملة.
  6. الرسائل الرئيسية للحملة.
  7. الجمهور المستهدف.

إذا أردت تعلّم كيفية كتابة بريف محترف، اكتب لي في تعليق، و سأكتبه لك ضمن سلسلة مقالات البريف 🙂 

نأتي الآن إلى التساؤل الذي كتبنا من أجله هذا المقال:

لماذا كل هذا الاهتمام بالبريف؟

البريف ورقتك الرابحة للتسويق 

نعيش اليوم في عالم سريع الخطى، أصبحنا مشغولين بشكل متزايد وليس لدينا الوقت لنقضيه في قراءة الإعلانات المطولة أو مشاهدة مقاطع الفيديو التجارية الطويلة. وهذا ما أدى إلى تشتت انتباه الجمهور المستهدف.

لذلك، تحتاج الشركات اليوم إلى تبني استراتيجيات تسويق جديدة للتفاعل مع عملائها وإحداث تأثير في فترة زمنية قصيرة.

ومن هنا تحديدًا تأتي أهمية البريف كأداة قوية يستخدمها كاتب المحتوى.

أهمية البريف لكاتب المحتوى

  1. لتسهل عليه فهم احتياج الجمهور المستهدف وفهم القيمة الحقيقية للعلامة التجارية. الأمر الذي يجعله يكتب بطريقة احترافية مختصرة ومباشرة لتظل في أذهان الجمهور. 
  2. يساعد البريف الشركات على بناء صورة علامة تجارية أقوى من خلال إيصال نفس الرسالة باستمرار، والتركيز على أهم عناصرها التسويقية عبر جميع قنوات التسويق.
  3. يمكن دمج البريف في استراتيجية تسويق الشركة، حيث يساعدها على تحديد القنوات والاستراتيجيات التسويقية الأكثر فعالية، مما يؤدي إلى تحسين عائد الاستثمار لديهم.
  4. يساعد الشركات في الوصول إلى جمهور أوسع غير الجمهور المستهدف التقليدي. الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية وزيادة المبيعات، وبالتالي زيادة تنمية أعمالها.
  5. يُعطي لكاتب المحتوى مجال أكبر للإبداع. على سبيل المثال، كتابة محتوى قصير على منصات مختلفة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو التسويق عبر البريد الإلكتروني أو إعلانات التلفزيون، دون التضحية بالرسالة الأساسية. لأن هذا التنوع  يمكن أن يساعد الشركات على الوصول إلى جمهورها المستهدف من خلال قنوات متعددة وزيادة التأثير العام لجهودها التسويقية.
  6. يساعد الشركات على إثبات نفسها كمصدر موثوق به، وتأسيس هوية علامتها التجارية، وبناء متابعين مخلصين لها، من خلال الرسالة التسويقية التي تمت كتابتها بناءً على البريف.  

وعلى الرغم من فوائد البريف العديدة، فإن الأمر لا يخلو من التحديات أحيانًا.

ما هي التحديات التي قد تواجهك في كتابة البريف؟

كتابة البريف أصعب من كتابة محتوى التواصل الاجتماعي، لأنه يجب أن يكون شاملًا لجميع خصائص ومميزات العلامة التجارية، وفي نفس الوقت لا يحتوي على كلمات معقدة، حتى يسهل على كاتب المحتوى فهم العلامة التجارية ليقوم بتسويق خصائصها بالطريقة الصحيحة.

لذلك يتطلب الأمر كتابة دقيقة للبريف، لخلق محتوى لا يُنسى ومؤثر للجمهور المستهدف. 

وفي الختام، يُعد البريف جانبًا مهمًا لجميع العلامات التجارية، ويوفر على كاتب المحتوى الامتثال لطرق التسويق التقليدية، وتوفير وقته وجهده بدلًا من البحث الطويل.

نصيحتي الأخيرة لك سواء كنت كاتب محتوى، أو مؤسس شركة ناشئة أو محترف تسويق، أعتقد أنه حان الوقت لتبني فكرة البريف وكتابتها والبدء في جني فوائدها.

لذا دعنا نتحدى أنفسنا في اختبار صغير، ما رأيك أن تقوم غدًا بعمل بريف عن أي علامة تجارية، وتجعل مدير الحسابات

(account manager) يقوم بنفس الشيء،

وليقرأ كلًا منكما بريف الآخر، وترى من منكما الأكثر تفصيلًا في كتابة مميزات العلامة التجارية.

سأنتظر تعليقك عن نتيجة الاختبار ☺

‎التعليقات‫:‬ 3 On ما هو البريف وكيف يؤثر على كتابة المحتوى؟

‎أضف رد

I don't publish guest or sponsored posts on this site. But thanks anyway. :)

:

‎بريدك الإلكتروني لن يظهر لأحد