الآن وكل مرة تقرأ فيها نص، أنت لا تقرأ حروفًا فقط أو كلمات أو حتى جُمل
بل تقرأ انفعال الكاتب، وإحساسه ومشاعره
وراء كل حرف تجد رغبة وإلحاح، احتياج وعاطفة، تجد ابتهاجًا تارة وحزنًا تارة أخرى
فكيف لسلسلةٍ من العمليات الحسابية أن تُحاكي ذلك!
دعونا نستكشف سويًا كيف تعمل كتاب المحتوى بالذكاء الاصطناعي وما الذي يجعله يتحول من مساعد إلى سارق!
محتويات المقال
كيف تتم عملية كتابة محتوى بالذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي (AI): هو سلوك وخصائص تتسم بها البرامج الحاسوبية لتتمكن من من أداء المهام التي تتطلب عادة ذكاءً بشريًا،
ومن هنا وُلد الصراع البشري الروبوتي!
تقوم فكرة الكتابة بالذكاء الاصطناعي على الاستعانة ببعض الأدوات الذكية وإدخال البيانات عن ما تود كتابته مع الكلمة المفتاحية؛
لتتفاجئ بمقالة وافرة المعلومات متوافقة مع محركات البحث في غضون دقائق.
الآن بين يديك مقالة تمتلئ بالمعلومات التي تبحث عنها، خالية من الأخطاء الإملائية وفي وقت قياسي،
لكن المفاجأة يا عزيزي أن هذه المقالة لا تصلح للقراءة!
حتى لو أنتج الذكاء الاصطناعي مقالة أو قطعة محتوى مفهومة؛ فهو على الأرجح لن يتمكن من ذلك في جميع المجالات
جرب أن تُلقنه كلمة مفتاحية وبيانات عن موضوع ما في الكتابة الأدبية مثلًا حيث التاريخ العريض؛ فإنه سيأتي لك بقطعة محتوى هشة
لا تُسمن ولا تُغني من جوع؛ لأنه يستحيل عليه أن يدرك هذا الكم الهائل من الأحداث في ترتيب مفهوم مُعلِنًا رأيه كما نفعل نحن بعد جهدٍ كبير.
لكن بعيدًا عن النصوص الأدبية.
هل الذكاء الاصطناعي سيقضي على مهنة كاتب المحتوى التسويقي؟
بالتأكيد يستطيع الذكاء الاصطناعي كتابة مقالات ومحتوى تسويقي بشكل جيد ما دامت في مواضيع لا تحتاج إلى رأي بشري أو تحليل آدمي
كل ما عليك هو إدخال الكلمة المفتاحية وسيقوم الذكاء الاصطناعي بتحليلها لتحديد مدى قوتها ثم يبدأ بإنتاج قطعة المحتوى المطلوبة
ولكن هذا أيضًا يتطلب تدخل بشري فالمحتوى في هذه المرحلة لن يكون جاهز للنشر بل يحتاج إلى ضبط بعض الكلمات أو صياغة بعض الجمل أو حذف التكرارات.
لذلك فالذكاء الاصطناعي لا يعتبر الأداة السحرية التي ستقضي على كاتبي الإعلانات والمقالات
بل هو فقط أداة مساعدة لحفظ الوقت والجهد والمال لكن في جميع الأحوال سيظل التدخل البشري يحتفظ بقيمته.^^
مساعدة أم سرقة أدبية!
لنعرف هل يساعدنا الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى أم يُقدم لنا محتوى منسوخ يجب أن ندرك جيدًا الطريقة التي يعمل بها:
كما وضحنا، الذكاء الاصطناعي يعمل بناءً على البيانات التي نقوم بإدخالها إليه؛
فإذا قام أكثر من شخص بإدخال بيانات متشابهة لأداة لا يمكنها إنشاء محتوى جديد؛ عاجلاً أم آجلاً، سيبدأ الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى نفسه وهنا تبدأ السرقة الأدبية!
كل أدوات صناعة المحتوى بالذكاء الاصطناعي معرضة لهذا الخطر؛ لأن الملايين من الناس يستخدمونها يوميًا..
والمحتوى المنسوخ أو المكرر من الممكن أن يقضي على جودة مدونتك لأنه ينتهك إرشادات محرك البحث
وبالتالي ستحرمك جوجل من الظهور في أول نتائج البحث لأن جودة الصفحة تلعب دورًا كبيرًا في ترتيبك في نتائج البحث!
وذلك حسب معايير E – A – T: وهي مجموعة من معايير الخبرة والجودة التي تُقيم بها جوجل موقعك:
(الخبرة Expertise – السلطة Authoritativeness – النزاهة أو الموثوقية Trustworthiness)
لذلك يجب أن تُقيم المحتوى الخاص بك مع وضع هذه المعايير في الاعتبار،
ومع الملاحظة وتطبيق ذلك على المحتوى الذي يقدمه لنا الذكاء الاصطناعي ستجد أنه يفتقد للنزاهة والموثوقية.
لذا عليك أن تأخذ مخاطر كتابة المحتوى بالذكاء الإصطناعي في الاعتبار
مع انعدام الإبداع والتجارب الشخصية و فقدان العاطفة لدى أدوات الذكاء الاصطناعي يجب أن تحذر من الاعتبارات الأخلاقية كحقوق النشر وغيرها من أخلاقيات الكاتب ومنها:
- التضليل: على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكنه إنشاء محتوى؛ إلا أن ذلك لا يضمن لك دقة وموثوقية المعلومات التي تم إنشاء المحتوى منها وذك لأن الذكاء الاصطناعي يُنتج المحتوى من المعلومات المتاحة على الإنترنت وبالتأكيد ليست جميعها صحيحة، وهذا يضر مدونتك.
- الجودة: الذكاء الاصطناعي لا يفهم البيانات التي تُدخلها له، بل لا يفهم المحتوى الذي ينتجه أصلًا! وبالتالي من الممكن أن تجد أخطاءً في بعض الجمل أو تلاحظ تكرارها وترتيبها بشكل غريب وغير مترابط يصعب على القارئ فهمه.
- احذر من خوارزميات جوجل: وفقًا لتحديث جوجل فأنه يدعم المحتوى المفيد وغير المنسوخ ويمنحه أولوية الظهور وطريقة الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى التي تعتمد على البيانات الموجودة وإنشاء محتوى مشابه؛ فإن المحتوى المعتمد على الذكاء الاصطناعي يصعب أن يتصدر نتائج محركات البحث!
- هشاشة الأفكار: الذكاء الاصطناعي لا ينتج أفكار جديدة وهذا يجعلك في ورطة مع المنافسين؛ إما أن يسرق أفكارهم أو ينتج لك محتوى بدون فكرة وفي كلا الحالتين ستفقد ما يميز علامتك التجارية.
ولكن يا عزيزي الذكاء الاصطناعي واقعنا الحالي ولا يمكن أن نضعه جانبًا ونُكمل مسيرتنا كأن شيئًا لم يكن، هناك وجه آخر يجب أن نتمعن فيه!
إليك 4 أفكار للاستفادة من الذكاء الاصطناعي
1- اجعل الذكاء الاصطناعي يصنع لك الفكرة لا المحتوى:
كما قلنا الذكاء الإصطناعي لا يستطيع القيام بصناعة محتوى جاهز للنشر ولكن يقوم بجمع وترتيب المحتوى الموجود بالفعل، وهو ما يحتاجه كاتب المحتوى ليصنع فكرة جديدة
صانع المحتوى لا يصنع الفكرة من العدم بل يأتيه الإلهام مع قراءة عناوين وفقرات في مواضيع مترابطة بالفكرة التي يبحث عنها
وهذا لا يتعارض مع معايير محركات البحت.
2- وفر وقتك وجهدك…لكن!
كتابة مقالة بالذكاء الاصطناعي من الألف للياء يعد خطأً قد وضحناه، لكن يمكنك تعديل المحتوى وإعادة صياغته من خلال الذكاء الاصطناعي، فهناك بعض الأدوات التي تسمح بذلك مثل المقال الحصري مما يجعل المقالة الخاصة بك أثرى بالمفردات وبالتالي تتصدر نتائج البحث على جوجل.
ويمكنك أيضًا كتابة المحتوى من خلال الذكاء الاصطناعي وإعادة صياغته بنفسك
من خلال استخدام Chat GPT في كتابة المحتوى ومن ثم إعادة صياغته بنبرة العلامة التجارية أو المدونة الخاصة بك.
3- لخص ما قمت بكتابته:
تلخيص المحتوى الذي قمت بكتابته ليس رفاهية بل يعتبر من أكثر الأجزاء الهامة في مقالتك كما أنه يزيدها ثراءً، وهنا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتدخل ويساعدك في تلخيص العديد من الموضوعات بشكل مترابط يصعب علينا فعله كما تفعله أداة ملخّص
والتي تعتبر أداة مساعدة لتحويل مقالك إلى ملخصات لصناعة أنواع أخرى من المحتوى، كتحويل المقالة إلى نَص لصناعة فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي مثلًا أو أي نوع من أنواع المحتوى الأخرى، مما يجذب الكثير للذهاب إلى مدونتك وقراءة المقالة كاملة.
4- التقارير والكتابة التقليدية:
ليست كل مهام كاتب المحتوى هي كتابة المقالات والمحتوى التسويقي فقط، بل يتطلب منه أحيانًا إنشاء جداول ومخططات وتقارير لا تحتاج رأي أو تحليل بشري ويمكن للذكاء الاصطناعي إنشائها في وقت قياسي.
دليلك لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى
لأن عالم الذكاء الاصطناعي يتطور سريعًا، ويضم عدد كبير من الأدوات والمواقع، إليك 7 أدوات تمنحك تجربة كتابة فريدة:
1- Writesonic
- يساعدك في جلب الأفكار وكتابة أنواع مختلفة من المحتوى.
- قادر على إنشاء كلمة مرور صعبة الاختراق.
- يمكنه الإجابة على أي شيء يدور في رأسك ويخبرك بكل جديد عنه.
2- Copy.Ai
بين يديك مؤلف شامل يمكنه كتابة أي شئ، يوفر لك نماذج فارغة لإنشاء خطط عمل، وأنواع مختلفة من المحتوى بدايةً من كتابة
الإعلانات ورسائل البريد وحتى عناصر وفقرات المقالة.
3- Fliki.ai
إذا كنت صانع محتوى بالتأكيد تحتاج إلى صناعة أنواع محتوى مختلفة، منها البودكاست ومقاطع الفيديو القصيرة أو الريلز – Reels
لذلك fliki.ai من أفضل الأدوات التي تساعدك في صنع ريل، مع إضافة التعليق الصوتي – voice over بأصوات مختلفة، كل ما عليك هو
جمع الصور أو الفيديوهات واختيار الصوت المناسب ووضع النَص لتحصل على فيديو يمكنك تحميله ووضعه على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بسهولة.
4- Katteb
أداة شاملة تساعدك في كتابة أنواع مختلفة من المحتوى، مثل:
- اختيار شعار لموقعك.
- صناعة مقالة وإعادة صياغتها.
- كتابة عناوين جذابة.
- إنتاج سكريبت.
- كتابة تغريدات جذابة.
- كتابة صفحة من نحن.
- اختيار كلمات مفتاحية.
- تقييم المقالات.
- تلخيص النصوص.
- البحث عن أفكار تسويقية جديدة.
- معرفة الفئة المستهدفة.
- تصميم صور جذابة.
إذا كنت تقوم بتسجيل محتوى البودكاست الخاص بك بمايكروفون تقليدي، يمكنك استخدام الذكاء الاصطناعي الآن لجعله إحترافي أكثر.
6- Alsoasked
اعتبره أداتك السحرية الجديدة أثناء كتابة المقالات
✔️يساعدك في صنع خريطة أفكار وعناصر مترابطة توفر عليك الكثير، كل ذلك من خلال إضافة كلمة مفتاحية واحدة.
7– Openart.ai
إليك خبير في إنشاء الرسومات!
من المهام الرئيسية لدى صانع المحتوى تقديم بريف للمسؤول عن التصميمات في شكل نص أو رسمة.
الآن يمكنك تحويل هذا التصور المكتوب لرسمة أو تصميم بنفسك من خلال هذه الأداة.
وأخيرًا؛ الذكاء الاصطناعي مازال يعتبر طفرة، وكتابة المحتوى من خلاله ليست بالشئ المحرم، ولكن لابد أن تأخذ في اعتبارك السلبيات والإيجابيات لتحظى بتجربة آمنة لمدونتك،
واعلم ياعزيزي أن:
قطعة المحتوى ما هي إلا مرآة تعكس ما بداخلك على هيئة حروف مترابطة، لتُكوّن لنا كلمات وجمل ممزوجة بشيء من الإبداع والتجارب البشرية.
الآن حان وقت تجربتك؛ هل ستجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا منها؟