اللغة العربية

ماذا لو: اختفت اللغة الأجنبية عن مجتمعنا؟

وقت القراءة: 4 دقائق

تخيل في يوم تقرر النزول في نزهة ترفيهية مع أسرتك وتتفاجأ بأن اللافتات الإعلانية باللغة العربية لا وجود لـ اللغة الأجنبية من أي نوع، فتذهب لتناول الغداء فتنظر إلى قائمة الطعام فتجدها بالعربية ايضاً!

وغيرهم في الكثير من الأماكن التي تستخدم لغات أخرى غير اللغة العربية بدون مبرر واضح رغم تواجدها وتعاملاتها مع مجتمع عربي!

فهل تتمنى أن تعيش هذا المشهد؟

سآخذك معي في رحلة خيالية… نتخيل اللغة العربية في الترتيب الأول من اللغات الحية في العالم وكيف سنفعل ذلك؟

أطفالنا بالنسخة العربية وبعض اللغة الأجنبية

أطفالنا بالنسخة العربية وبعض اللغة الأجنبية

أؤمن بأن إذا تم وضع أساسًا قوياً وصحيحاً لأي شيء كان فإنه لا ينهار بسهولة.

ولذلك تعليم اللغة العربية للأطفال من الأساسيات المهمة لإثراء المحتوى العربي.

فالطفل في مرحلة ما قبل الروضة، يقضي معظم وقته أمام الأفلام والمسلسلات الكرتونية الأجنبية المدبلجة، وينطق ويكرر العبارات مثل أبطالها، بسرعة مذهلة ومهارة فائقة.

هناك خطورة بالغة على الطفل هنا بل على مستقبل جيل بأكمله لإنه يكبر في أحضان مفردات لغوية متفرقة، ويتعلم لغات أجنبية مختلفة فتضعف اتصاله بلغته الأم ويتأثر الطفل بلغة وثقافة أخرى تختلف عن لغته وثقافته.

فتخيل معي أول مشهد:

1- طفل في أول مراحل حياته يقضي معظم وقته مشاهدة الأفلام والمسلسلات الكرتونية العربية التعليمية.

2- يذهب للروضة ليتعلم:

  • ما هي اللغة العربية؟
  • ما هو تاريخها؟

3- تدريجياً يتعلم أساسياتها.

4- القواعد النحوية والإملائية وكتابة موضوعات مختلفة باللغة العربية الفصحى.

سينشأ جيل فخور ومعتز بلغته ومدرك أهمية اللغة العربية وسيعمل على انتشارها بكل الطرق الممكنة.

فاللغة العربية من أصعب اللغات التي يمكن لشخص تعلمها، وبالتالي أي شخص يتقن اللغة العربية يتمكن من تعلم اللغات الأخرى ببساطة! وذلك لأنها أقل صعوبة من اللغة العربية ويسعى لتعليم الغير الناطقين بها لإثراء المحتوى العربي.

تعبيراتنا أقوى باللغة العربية

لغتنا واسعة في القاموس ضيقة في الاستعمال!

مؤخراً نلاحظ الكثير يقف أمام المدح لا يعرفون كيف يعبرون عن شكرهم وسعادتهم وأحيانًا يلجؤون إلى تعبيرات بلغات أخرى ليعبروا عن مشاعرهم، يتوهمون بأن اللغة الإنجليزية تعبيراتها كثيرة وأقوى في المعنى ولذلك وهنا بالتحديد في المشهد الثاني

سنتخيل ونستبدل تعبيراتنا من اللغة الأجنبية للغة العربية.

1- ففي حسن الظن بالله يقول محمد بن وهيب:

وإني لأرجو الله حتى كأنني … أرى بجميل الظن ما الله صانع.

2- وأما عن القناعة فيقول محمود الوراق:

وإذا غلا علي شيئ تركته … فيكون أرخص ما يكون إذا غلا.

3- وقال المتنبي عن الشكر:

وقد حملتني شكراً طويلاً … ثقيلاً لا أطيق به حراكا.

4-وأما عن الحب:

وما كنت ممن يدخل العشق قلبه … ولكن من يبصر جفونك يعشق.

وغيرهم من أبيات شعر فهناك الكثير من التعبيرات عن الشكر، الحب والحزن

تأثير اللغات الأجنبية على اللغة الأم يلغي رونقها ويخفي ملامحها، جمال اللغة العربية في مفرداتها وتراكيبها فهي أغنى اللغات في التعبير عن النفس البشرية.

كيف يستطيع الإنسان أن يقاوم جمال اللغة العربية؟

تخيل كيف لو كان أسلوبنا كأسلوب العرب الأولين، والقرآن والحديث؟

اللغة العربية بين الماضي والحاضر

اللغة العربية بين الماضي والحاضر

عندما نقارن اللغة العربية بين الماضي والحاضر نلاحظ أثر الانحدار والضعف وسنرى مظاهرها بسهولة مثل،

1-قلة استخدامنا لغتنا الفصحى واتجهنا للعامية.

وصلنا أحيانًا أننا لا نفهم بعضنا البعض رغم إننا عرب!!

استخدام المصطلحات العامية الجديدة تدريجيًا تلغي وتبعدنا عن أصل اللغة العربية

ونخشي في يوم نحتاج إلي وسيط أو مترجم لنفهم لهجتنا العربية المصري لا يفهم السعودي، والعراقي لا يفهم لهجة أهل الشام وغيرهم من البلدان فإن الفجوة تتسع يوماً بعد يوم.

غير أن العامية انتشرت في المدارس والجامعات! أصل التعليم!

فلا تتعجب عند إلقاء محاضرة بالعامية الخالية من كل القواعد النحوية بمصطلحات يجهل الكثير معانها، وترى لغة الحوار بين الطلاب والآباء والمعلمون في انحدار في ظل اهتمام الأهل بتعليم لغات أخرى لآنها لغة المستقبل كما يتوهمون ويتجاهلون لغتهم الأم!

أما الأعلام المرئي أو المسموع والمقروء يستسهلون اللغة العامية لأنهم لا يملكون من مفردات اللغة العربية ما يساعدهم في تعبيراتهم رغم وسع قاموسنا العربي.

هذا ما وصلت إليه العربية اليوم، فهل ضعفت عربيتنا حقا أو ضعف من يتحدثون بها؟ ألم يأن للغيورين أن يتحركوا لإنقاذ العربية؟

 

تأثير اللغة الأجنبية على اللغة العربية

هناك العديد من الدراسات والآراء تعارض إدخال اللغات الأجنبية في مناهج الدراسة، لأثرها السلبي في مرحلة الطفولة على مستوى لغة الأم ومكانتها، لأنها بشكل أو بأخر ستكون على حساب اللغة العربية.

و نلاحظ أن مستوى اللغة العربية على الأنترنت ضعيف جدًا بسبب أن أغلبية الشباب العرب يستخدمون اللغات الأجنبية بشكل كبير ويبحثون عما يريدون باللغات غير العربية.

فتخيل معي المشهد الثالث:

يقوم شباب وبنات الدول العربية

1- ترجمة مقالات مفيدة من لغات أجنبية إلى اللغة العربية.

2- تعليم أساسيات اللغة العربية للأطفال لإتقانها.

3- تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

4- البحث واستخدام اللغة العربية على كل وسائل التواصل الأجتماعي والاستغناء عن اللغات الأجنبية.

5- كتابة محتوى عربي يفيد المجتمع ويساعده على الوصول لما يريده بسهولة بدون اللجوء إلى مصادر أجنبية.

6- التعامل داخل المؤسسات العربية باللغة الأم.

وغيرهم من الوظائف والاستخدامات التي تساعد في إثراء المحتوى العربي.

فتخيل الانتشار الكبير الذي سيحدث عندما نفعل ذلك؟

6 نصائح لتعلم اللغة العربية الفصحى

 

6 نصائح لتعلم اللغة العربية الفصحى

1- الاستماع:

استمع للخطب والندوات والمحاضرات باللغة العربية الفصحى ويمكنك إيجاد الكثير من الخطب على الإنترنت وفى التلفاز يمكنك تحميلها بسهولة والاستماع إليها كثيرا وتخيل نفس مكان من يتحدث وردد الخطبة بصوتك بالفصحى.

2- تعلم قواعد النحو:

لكي تتحدث الفصحى لابد من أن تكون على دراية بإعراب الكلمات وفن الصرف فذلك يجعل الإنسان أكثر فصاحة لأنه يساعده فى نطق الكلمات والجمل بطريقة صحيحة وننصحك بقراءة كتاب ”ملخص قواعد اللغة العربية” تأليف الأستاذ ” فؤاد نعمة ” فهو كتاب يشرح القواعد بأسلوب ميسر وأيضا كتاب ”النحو المصفى” للأستاذ محمد عيد.

3- المداومة اليومية:

تعلم شيء جديد يوميًا فتعلم كلمة على الأقل من كلمات اللغة العربية الفصحى في اليوم الواحد وادخلها فى استخداماتك اليومية ويتطلب ذلك مجهود ومثابرة لتتمكن من إدخالها فى كلامك اليومي ومع الوقت ستجد نفسك تفعل ذلك لا إراديًا.

4- القراءة:

فهي من أهم خطوات تعلم الفصحى، لأنها تبني المعرفة ويحسن الإنسان من مهارات القراءة والنطق لديه كما يتعرف على كلمات جديدة باللغة الفصحى فعليك بقراءة الروايات والأهم من ذلك قراءة القرآن الكريم.

5- ممارسة الكتابة:

قم بتدريب نفسك على الكتابة مثل جزء من قصيدة أو أى شيءٍ باللغة العربية الفصحى لأن ذلك يحسن من مهارات الكتابة عندك بالإضافة إلى تقوية مصطلحات اللغة العربية.

6- يمكنك الإشتراك فى دروس لتعليم اللغة العربية الفصحى من خلال الإنترنت وقراءة مقال الاخطاء الاملائية

وفي النهاية أود أن اؤكد أن الأمر لا يتعلق بقضية سياسية إنما يتعلق بقضية لغة قومية تكاد تستسلم للاحتضار بسبب أهل اللغة نفسهم قبل غيرهم، أخشى أن يصل بنا الحال ويصبح كل شعب مستقل بلهجته المحلية وينفرون من لغتنا الفصحى رغم اهتمامهم بتعلم اللغة الإنجليزية والإسبانية وغيرها من اللغات الأجنبية.

سوف تظل اللغة العربية تاج اللغات وعروسهم الأجمل، إنَّها جزء من تاريخ العرب وجزء من حضارتهم البعيدة الضاربة في عمق التاريخ، كما أنَّها ابتسامة الحاضر وإشراقة المستقبل.

فهل من الممكن يتحقق كل ما تخيلناه يوماً ما؟

‎أضف رد

I don't publish guest or sponsored posts on this site. But thanks anyway. :)

:

‎بريدك الإلكتروني لن يظهر لأحد