أهلًا بك عزيزي، عُدنا مجددًا في رحلةٍ جديدة ومختلفة داخل كتاب لياقات الكاتب للكاتبة دوروثي براندي.
تأخذنا الرحلة لأعماق الكتاب؛ لنكتشف:
- وصفة الكتابة
- الصعوبات التي تواجه الكاتب
- كيف يتغلب عليها بتمارينٍ ذاتية
- كما تعرفنا الكاتبة عن ثنائية شخصية الكاتب، وكيف تشترك في الكتابة!
قد يعتقد كاتب المحتوى الطموح أنه لا يتطلع إلى اكتساب سر عبقرية الكاتب، ولكن هذا ما هو عليه حقًا، حتى لو تم الاحتفاظ به دون وعي – فكرة أن هناك نوعًا من السحر في الكتابة – وهذا ما تؤمن به الكاتبة.
تخبرنا في هذا الكتاب عن وصفة الكتابة، بطريقةٍ تنزع السحر والغموض عن الوصفة. فهل أنت مستعد؟ هيا بنا نبدأ!
محتويات المقال
نبذة عن الكاتبة
« القليل من الكتب قاربت موضوع الكتابة من الزاوية التي تناولتها دوروثي براندي، وهنا يكمن تميز هذا الكتاب، والذي جعله يحافظ على رونقه وعمقه بعد مرور كل هذه العقود »
فريق ضاد.
الكاتبة دوروثي براندي، هي كاتبة أمريكية من مواليد 1893 بشيكاجو، درست بجامعة شيكاجو و جامعة ميشيجان و معهد الينوي للتقنية. عملت بمجال الصحافة، وأصبحت كاتبة ومحررة لها العديد من الكتب القيِّمة والمميزة، منها كتاب لياقات الكاتب الذي ترجم من النسخة الأصلية (Becoming a writer)، بواسطة فريق ضاد.
ما هي الصعوبات التي تواجه الكاتب؟
مع روتين الكتابة اليومي، يتعرض الكاتب للعديد من الصعوبات التي تجعل من عملية الكتابة ولادة مستعصية في بعض الأوقات!
لذا كان من الضروري البحث عن حلول لكل هذه الممشكلات، إيمانًا بأن كل مشكلة لها حل، ولذلك حصرت الكاتبة بعض المشاكل وقدمت لنا حلول عبقرية نتناولها في الأسطر القادمة…
1.صعوبة الكتابة وعدم انسيابها
غالبًا ما تكون صعوبة الكتابة لكاتب المحتوى هي سوء فهم لعملية الكتابة، وقد يكون مصدر المشكلة ببساطة هو الخجل.
عادةً ما ينتظر الكُتّاب المبتدئين الوحي، والإلهام، معتقدين أنهما يجب أن يهبطا عليهم في ليلةٍ براقة!
ومن المهم أن نشير إلى أن هذه المشكلة الأكثر أهمية من أي مشكلة تتعلق بتقنيات كتابة المحتوى في حد ذاتها، وإذا لم تتم مساعدة الكاتب في تخطيها، لن يكون هناك أهمية لباقي آليات الكتابة.
2. صعوبة تكرار تجربة الكتابة
هذه الصعوبة تواجه كتاب المحتوى الذين سبق لهم النجاح في أعمالٍ سابقة، لكن لا يستطيعون تكرار التجربة. نجاحهم السابق دليل على أنهم لا يواجهون أي مشكلة في تقنيات الكتابة، لكن لا يستطيعون كسر الجمود الذي يعانوه.
من عدة جوانب، هم أكثر حظًا من الذين يعجزون عن الكتابة بانسيابية، فلديهم دليلًا حيًا على التمكن من تقنيات الكتابة، لكن نفاذ الصبر في تكرار النجاح قد يتحول إلى إحباطٍ من ثم إلى يأس، وقد يخسره مجال كتابة المحتوى.
3. الصعوبة التي تواجه الكاتب الموسمي
هذه الصعوبة يواجهها كاتب المحتوى الذي ظل لفترة طويلة يكتب في مجالٍ واحد، أو ابتعد عن الكتابة في مجالٍ معين لفترة.
يعاني هذا الكاتب من صعوبة التقاط الأفكار، وممكن أن يعاني أيضًا من فترات صمت كبيرة في انتظار الإلهام!
وفي بعض الحالات يكون السبب هي نزعة غرور أو البحث عن المثالية المستحيلة!
فيريد الكاتب أن يضمن أولاً أن يحقق نجاح مماثل في هذا المجال مثل المجال السابق قبل أن يخطو خطوة بقدميه فيه.
4. الصعوبة التي تواجه الكاتب النيء… الذي يبتعد عن مجالٍ ما فترة
هذه الصعوبة تشمل جانب تقني من جوانب الكتابة، وهي صعوبة إتمام كتابة المحتوى بشكل سهل الفهم…
الكاتب الذي يعاني من هذه الصعوبة غالبًا ما يكون قادرًا على كتابة مقدمة المحتوى بشكلٍ جيد، ومن ثم يفقد السيطرة!
أو يكتب محتوى جيد لكنه مفتقر للترابط فتضيع كافة مزايا المحتوى المكتوب.
قد يكون سبب هذه الصعوبة هو فقدان كاتب المحتوى للثقة بالنفس، وهو ما يحتاج لتقويم الجانب النفسي له مع تعزيز تقنياته وأدواته.
تمارينٌ ذاتية للتخلص من الصعوبات التي تواجه الكاتب
اقترحت الكاتبة تمارينٌ للتخلص من صعوبة الكتابة، وهي تمارين تساعد الكاتب على تطويع اللاوعي (شخصية الفنان بداخله)، ليكتب بانسياب وأسلوب سليم وقتما يشاء.
1. تمرين الكتابة عند الاستيقاظ
استيقظ قبل موعدك بساعة أو نصف ساعة…
اكتب عن يومك السابق مثلاً، اكتب بلا توقف حتى تشعر أنك نفذت من الكلمات، قبل قراءة أي شيءٍ آخر، لتكتشف طابعك الخاص دون تأثر.
2. تمرين الكتابة في مواعيدٍ محددة
التزم بالكتابة في مواعيدٍ محددة. اكتب لمدة 15 دقيقة يوميًا، اكتب جزءًا من مقال، أو حوار، أو سيناريو. حدد كل مرة توقيت مختلف والتزم به التزامًا مضنيًا.
تكوين مِزاج الكاتب
من أجل تكوين مِزاج الكاتب، سيكون من الضروري في البداية خلق (لياقات للكاتب) ومن أكثر الأشياء قيمةً وأهميةً للكاتب هي سمة الكاتب العبقري، حيث يحافظ ولآخر نفسٍ فيه على العفوية والقدرة على رؤية المزايا والخصائص للأشياء، والربط فيما بينها.
ولابد من تطوير هذا الجانب الفطري العفوي -جانب الفنان اللاواعي- مع الجانب الحرفي الناقد -الجانب الواعي كما أسميته الكاتبة- من أجل تكوين شخصية ثنائية للكاتب.
الشخصية الثنائية لكاتب المحتوى… شخصية الفنان والناقد!
تشترك الشخصية الثنائية للكاتب في الكتابة، ومن أجل الحصول على الجانبين في شخصيةٍ واحدةٍ متكاملة، لابد من فصلهما عن بعضهما فيما يتعلق بالاهتمام والتدريب.
شخصية الفنان: وهو الجزء اللاواعي، يتعلق بالموهبة الفطرية للكتابة، وبعض السمات الفطرية كالقدرة على تحليل الأشياء وذكر خصائصها.
شخصية الحرفي الناقد: وهو الجزء الواعي، يتعلق بالصفات المكتسبة من الخبرة والتعلم، كاستغلال المعلومات المتوفرة للخروج بأفضل شكل للمحتوى.
معظم الطرق المتبعة في تدريب الجانب الحرفي الناقد، تكون مضادة لجانب الفنان. 
وتتيح ثنائية شخصية الكاتب بأن يكون صديق نفسه الداعم، والناقد اللاذع.
فيجب أن يدع كاتب المحتوى جزء الفنان (اللاواعي) أن يكتب، وألّا يسمح لجزء الناقد (الواعي) أن ينتقد ما يكتبه حتى النهاية، لكي لا يكون عائقًا أمامه للكتابة. ومن ثم يقرأ ما كتبه بعين الحرفي الناقد، فيقف على الأخطاء ويصححها من واقع خبرة الكاتب المحترف.
4 نصائح للتغلب على الصعوبات التي تواجه الكاتب
حاول أن تقوم بتطبيق هذا النصائح بالتدريج حتى تتمكان من التغلب على الصعوبات اليومية التي تواجهك، ومن ثَم تحصل على يوم هادئ وأعمال أكثر إبداعًا!
1.اجعل طاقتك المبذولة مناسبة للعمل الذي تقوم به
بذل طاقةٍ أكبر أثناء أداء عملٍ بسيط لكي تخرج بنتائج أكبر، يمكن أن يأتي بنتائج غير مكافئةٍ لمقدار الجهد المبذول.
وهذا يجعلك أكثر امتعاضًا، مما يوجب عليك أن تُعمل تفكيرك وطاقتك حتى لا تصبح الكتابة تستهلك جهدًا أكثر من المطلوب.
2. خذ استراحة من الكلمات!
من المفيد أن تتوقف عن الكتابة كل فترة، وعن القراءة أيضًا. و تأخذ استراحة ، حتى تخرج الكلمات بانسياب من جديد.
يمكنك أن :
- تمارس رياضة اليوجا
- تتناول مشروبك المفضل وحاول الاستمتاع بكل رشفة
- تشاهد أحد الأفلام الكوميدية أو أي نوع تفضله
- تأخذ جلسة للتأمل ولا تفعل فيها شيئًا، فقد تريح عقلك قليلًا
3.أوجِد إيقاعك الخاص!
وهذا ما يساعدك عليه تمرين الكتابة عند الاستيقاظ دون التحدث لأحد، أو قراءة أي شيءٍ آخر. يجعلك هذا تكتشف أسلوبك الخاص في الكتابة، كما يجعلك تكتشف العديد من الأفكار التي يمكن أن تستخدمها في كتابة المحتوى الخاص بك.
4.ضع عقلك في حالة سكينة!
«العبقرية للعقل كالعقل للجسم»
تشبه هذه العبارة العلاقة بين العبقرية والعقل بالعلاقة بين العقل والجسم، حيث تسيطر العبقرية وتتحكم بالعقل كما يتحكم العقل بالجسم. ومثلما يتطلب التفكير العقلي سكون الجسم، يتطلب تفعيل العبقرية تهدئة العقل!
توفر النشاطات الصامتة مناخًا مناسبًا لذلك.
تمرين للتحكم بالعقل
اغلق الحاسوب… اغلق عينيك… أرح عقلك… فقط لبضع لحظات… ضعه في أتم راحة ممكنة…
هل نجحت ولو لجزءٍ من الدقيقة؟
إن لم تفعلها من قبل ستتفاجأ بكم هو مشغولٌ عقلك!
كرر هذا الإجراء عدة مرات بمعدل مرةٍ واحدة يوميًا. قم بإغلاق عينيك وأرح عقلك، لكن من دون الشعور بالعجلة والتوتر، ولا تجبر نفسك بالقوة. حين تشعر بالنتيجة مدد فترة التمرين.
في النهاية، لا يوجد منا من لم يعانِ من الصعوبات التي تواجه الكاتب…
أخبرنا في التعليقات ما هي الصعوبة التي واجهتك؟ وكيف تغلبت عليها؟
