أهمية مجالات القراءة لصانع المحتوى

روتين صانع المحتوى | أسرار مجالات القراءة لصانع محتوى محترف!

وقت القراءة: 10 دقائق

هل فكرت مثلي ذات مرة راجيًا أن تعرف، ما هو أول كتاب خطته يد البشر؟ وما هي كل مجالات القراءة الممكنة؟

من ذا الذي منح العالم ألوانه، وخلق المتعة اللامتناهية التي تحاصرني في كل مرة أرى فيها كتابًا، حتى قبل أن أقلب بصري في صفحاته؟ 

ثم من ذا الذي تبين له أن يصيغ مشاعره وأفكاره في ثوب روائي، لتنضح فيما بعد كل ثقافة بذائقة روائية مختلفة تشبه طعم انتصاراتها وهزائمها؟ 

أو قل لي، من خلق الشعر؟ وفكر أننا يمكن أن نعبر بهذه الطريقة؟ كيف تصوره؟ وكيف استطاعه، وأحكمه قالبًا وصب فيه كل ما لديه دون بعثرة؟

هل تشعر بفضولي نحو هذه الأسئلة؟ 

تشعر حبي للورق؟ ولعي بالكلمات؟ سعي قدماي لخوض التجربة الإنسانية؟ عطشي للتواصل العميق؟

توقي للمعرفة؟ تأملي للجمال؟

وكل الأشياء، التي ما زالت أشياء ما دامت متفرقة؛ فإذا هي الحياة ما اجتمعت. 

كل الأشياء التي لم أشعر بها حية عفية وحكيمة ومبهرة وصادقة كما وجدتها في الكتب. 

هل ما زلت تقرأ معي؟ إذًا فلتبدأ الحكاية…

هذا ليس سحر، أنت تعاني مشكلة 

كونك صانع محتوى، فأنا أعلم أنك غالبًا شخص يقرأ بانتظام أو ينقطع ويَعُد، أو تحاول القراءة، فتهزمها وتهزمك،..

أو على الأقل تعتقد أنك تحتاجها وتتساءل كيف ألحق بركب المنغمسين في القراءة منذ دهور؟

فلا يخلو روتين صانع المحتوى من القراءة.كيف أنمي عادة القراءة؟

وللمزيد بإمكانك الإطلاع على مقال أهمية القراءة لكاتب المحتوى من هنا.

وفي كل الحالات، لديك مشكلة، أو طموح، ترغب في قراءة كتاب واحد سنويًا، أو أن تزيد حصيلة عامك لمئات الكتب، أو حتى تريد التشعب والإلمام بأبواب معرفية مختلفة، وتمييز مجالات القراءة التي تقوي العقل؛ ستجدني معك، وما أنا سوى شخص يعبر نفس الطريق الذي تحاول أن تعبره، ويؤنسني لو عبرناه سويًا، من يدري ربما استطعنا طي عتبات الزمن، ووصلنا أسرع! 

كيف تقرأ الكتاب الأول؟ 

دائمًا، هناك فرصة، لكي يحب كل البشر كتاب ما، كل الفرق، أن هذا الكتاب سيختلف بحسب اختلافهم! 

فأرجوك، لا تتبع التصور الشائع بأن هناك طائفة من البشر اجتبتهم الأفكار، فوجدوا أنفسهم محبين للصفحات، عاكفين عليها، وفي المقابل هناك من لا يطيقون صبرًا ولو على حرف، كل ما في الأمر، أن هناك شخص عرف الكتاب الذي يبحث عنه، وهناك من توقف عن البحث قبل أن يجده، فإنك ما تجده، لن تستطيع الإقلاع عن الأمر كله، فالكتاب الذي يعجبك يأتي خلفه كتاب يعجبك أكثر، فأكثر، فأكثر، وهناك مزيد.

من أين لك بالكتاب الذي يشبهك وتحبه؟

أحضر كراستك، وأتبع معي هذه الخطة الذي ستختصر عليك الطريق في اجتياز عقبة البُعد عن القراءة، فهيا بنا!

كيف تختار الكتاب الأول لتنمي عادة القراءة؟

  1. حدد مجالات فضولك؛

سواء كنت مهتمًا بالفلسفة، أو التاريخ، علم النفس، أم التكنولوجيا الحديثة، أكتب كل مجالات اهتمامك في ورقة.

2. قم بعملية بحث عن جميع البرامج المتاحة مثل: (عصير الكتب – المساء مع قصواء)

 أو قنوات اليوتيوب الخاصة بالكتب مثل: (دودة كتب – بتاع الكتب – علي وكتاب) واحصرهم في ذات الورقة.

3. ادمج نفسك في مجتمع قارئ:

حتى لو كان مجتمعًا افتراضيًا، كمجموعات الفيسبوك، أو حسابات تويتر المهتمة بالكتب، أو حتى من خلال بحثك على محركات البحث وقراءة مقالات تنصحك بأهم الكتب في مجال معين أو لكاتب معين.

4. لا بد أن تقوم بتفعيل حسابك على Goodreads، أو تنشئ واحدًا إن لم يكن لديك. 

القراءة5. كل ما عليك الآن، أن تتلقى معلومات، وتحللها، وتأخذ قرارك بمعنى أن:

  • تسأل من تعرفهم ممن لهم اهتمام بالكتب في المجالات التي تفضلها عن أهم الكتّاب وأهم الكتب في المجال.
  • من خلال وسائل التواصل الاجتماعي
  • محركات البحث.
  • استمع للبرامج الثقافية، وقم بحصر كل الكتب التي تجدها تتوافق مع اهتمامك الفكري. 
  • والآن حان دور Goodreads، لكي تتجه لصفحة الكتاب المرغوب، لتقرأ نبذة عنه، ومراجعات القراء له، وبعض الاقتباسات. 

افعل الأمر مع كل الكتب، أو مجموعة منهم، حتى تميل لكتاب ما، وتشتبه أن تحبه، هنا حاول قراءته. 

ربما نجحت العملية من أول مرة، وربما ثابرت قليلًا لكي تجده، ولكن تأكد أن الكتاب الذي تبحث عنه موجود، وأنك مع الوقت ستميز ذوقك، وتعرف من أول وهلة، ما يناسبك!

ولكن دعني أوضح لك أمرًا، غالبًا لن تحب الكتاب الذي ستحبه من صفحاته الأولى، عليك المتابعة، حتى تجد ما يجذبك فيه، عندها ستألفه، ثم تألف الكاتب، وسيكون الانتظار على أمل حقيقي، لأنك تعلم أن ظنك في الكاتب الفلاني لن يخيب، وهكذا.

فلا تيأس من الجولة الأولى، وتحرم نفسك ما ينتظرك بعد قليل أو أقل قليلًا من القليل.

غالبًا لن تحب الكتاب الذي ستحبه من صفحاته الأولى! عليك المتابعة…

 كيف تضاعف معدل قراءتك في مجالات القراءة المختلفة؟ 

الآن، وجدت كتابك، قرأته، وبالطبع لديك حساب جودريدز خاصتك. 

حسنًا ، افتح حسابك وقم بتحديد التحدي السنوي الخاص بالكتب، ستقرأ هذا العام 12 كتاب؟  48 كتاب؟ 150 كتاب؟ أقل؟ أكثر؟ 

حدد العدد الذي تجده منطقيًا، تبعًا للوقت المتاح، ونوعية الكتب، ومستواك في القراءة. ثم خذ إليك:

7 أساليب لكي تقرأ أكثر

ليس صعبًا أن تقرأ 1000 كتاب في عدة سنوات لو أردت، ولا بأس عليك إن كان هدفك أن تقرأ 10 كتب كل عام، وسواء كان هذا طريقك أو ذاك، هذه الطرق، جربتها كثيرًا، وأنقذتني، وأرجو أن تجد لديك نفس الصدى، فاستعد…

(1) زِد حد تشبعك من القراءة: 

هناك مرحلة ما، تختلف بحسب:

  • تمرّسك في القراءة
  • صعوبة الكتاب
  • درجة تركيزك
  • وعوامل أخرى

تشعر فيها أنك لن تستطيع ابتلاع صفحة واحدة جديدة، وأنك اكتفيت، رأسك مثقل، والدنيا تدور، رغم إرادتك أن تكمل، وتوافر بعض الوقت، فما العمل؟ 

هنا حاول أن تمزج بين قراءات مختلفة، ومتنوعة، كتاب خفيف، به بعض الترويح عن النفس، وديوان شعري، وكتاب فلسفي، ورواية، أمزج بينهم واقرأ عشرون صفحة من هنا وعشرون من هنا، حاول ألا تصل إلى المرحلة التي تزهد نفسك فيها الكتاب الذي بين يديك، وإن وصلتها، فلا تكف عن القراءة تمامًا ولكن غير وجهتك، واستمع لحديث شخص غير الذي تحادثه، فكما نمل معارفنا رغم حبنا ويجدر بنا مجالسة أرواح شتى لنصفو لهم، يحدث مع الكتب، فلا تحبس ذاتك في كتاب واحد، ما دام هذا في غير صالحك.

(2) لا تقرأ الكتاب، إنما عِش فيه! 

اثنان قرأوا كتابًا واحدًا، ولكن لم يقرأوا كتابًا واحدًا، لماذا؟ 

وهنا لن أتطرق لطريقة الاستيعاب، فقط أركز على استعدادهم الذهني والنفسي، كل كتاب عالم، لن تستطيع أن تقتحمه عنوة. 

لو حاولت؟ لن تُمنَع.

لكن ستحرم الكثير، ولن تفهم! 

لذا حاول دائمًا أن تجهز ذاتك لقراءة الكتاب:

  •  استمع إلى وثائقيات تخصه
  •  أقرأ مراجعات غيرك من القراء قبلها
  •  أعرف حياة الكاتب وسبب كتابة الكتاب
  •  أربط بينه وبين باقي أعماله
  •  ناقش شخصًا مهتمًا.

كل هذه الأفعال، تخلق دوافع شديدة، ستجعلك عازم على المضي قدمًا، مهما وجدت صعوبة، لأنك كما تعرف تمامًا، لديك أمل حقيقي، لن يخيب، بأنك ستجد شيئًا في هذا الكتاب، فقط إن تغلبت على الملل وأكملت.

(3) استمع، هناك ما يستحق أن يُسمَع! 

هناك شيئين بخصوص أمر السماع هذا

الأول:

الكتب الصوتية؛ والحمدلله أنه في الآونة الأخيرة، باتت رائجة، من خلال تطبيقات مخصصة، أو عبر البودكاست ومنصات كالساوند كلاود ويوتيوب، وكمثل فكرة دفع الملل عن كتاب ما، والتحايل على جهدك، الكتب الصوتية أمر هام للتنويع في حياة القراء، فهي ليست بديل دائم، وليست حل سيئ.

 أعلم كيف تستخدمها:

  •  في الأوقات التي يعسر عليك القراءة بنفسك.
  • أو في الأوقات التي يغلب الكسل على طباعك.
  • لرفع إنتاجيتك.
  • للاستمتاع ببيان الحروف العربية الفصيحة، وستجد أن الاستماع للكلمة التي تُنطَق كما يجب لها، متعة ما بعدها متعة.
  • أو للأنس بمن يقرأ لك، كأنه صديق، يقترب منك، ويبثك مكنوناته.

مجالات القراءة التي تقوي العقل

مهما كان غرضك، ضع سماعة الأذن، واستمع.

الثاني:

أقرأ أنت بصوت عال، واستمع لأصوات الشخصيات المختلفين بأدائك، انفعل مع الشخصية أو ارتخي، أهذِ أو تمنطق، ابطىء من صوتك، أو أسرع، تلعثم، تبسم، أبكي، حلق فوق السحاب، وغص في الأعماق، لا تكن شخصًا يراقب الأحداث من خارجها، حاول أن تتصل بما تقرأ، واستخدم صوتك.

(4) أكسر دائرة اختياراتك:

حاول أن تتعرف على مجالات القراءة المختلفة التي تقوي العقل، سواء كانت مجالات القراءة التي تقوي العقل وتزيده منطقًا، أو تلك الموقظة لشعورك، ويكون الأمر عن طريق أن تتبع ترشيحات أحدهم البعيدة عما أنت معتاد عليه.

جرب بعض الألعاب المسلية التي يعتاد رواد القراءة تداولها، كأن تبحث عن كتاب تمت طباعته سنة ١٩٩٨م أو رواية أحد أبطالها اسمه “سعيد” وهكذا، ليفتح لك الأمر باب لاختيار كتب عشوائية غير مخطط لها، وربما يصبح أحد كتبك المفضلة. كرر هذه الفكرة من وقت لآخر، وحاول أن تشاركها أحد الأصدقاء، ستضفي للقراءة حماسًا يلهبك.

(5) هل تستطيع أن تقرأ أكثر مني؟ 

 نتيجة لعملك في صناعة المحتوى، وإطلاعك على مجالات القراءة التي تغذي العقل، بالطبع تتابع الكثير ممن يقدمون محتوى يتعلق بالكتب وغيرها، وإن لم تفعل، فإن ما يعنينا حاليًا نقطة واحدة، وهي التحديات المتعلقة بالقراءة، وتكون كمسابقة، مشروطة الجائزة، مهما كانت، ولها عدة معايير، والغرض زيادة معدل الإنتاجية، من ناحية عدد الكتب، أو هضم المعلومات، على سبيل المثال:

  • قراءة 10 كتب خلال أسبوع واحد.
  • أو قراءة كتاب أسبوعيًا والمواظبة على كتابة مراجعة ثرية عنه.
  • وربما قراءة كافة أعمال دوستويفسكي بغرض المناقشة. 
  • أو حتى مكافأة من يستطيع أن يقرأ عدد كتب أكثر في فترة أقل

وهلم جرا من الممكنات، حتى إن لم تتم التحدي، حاول قدر استطاعتك، فلن يخسر من قرأ قط.

(6) هل تحب الشعور بالملل؟

يحارب الفلاسفة لكي يصنعوا عالمًا سعيدًا، فيهيّئ المرء كل أسباب السعادة، يعمل، وينجح، يحب، ويتزوج، ينجب، ويربي، ولا يكف أن يشعر في ذروة ما وصل إليه أنه يمل، الوجود نفسه فيه شيء يدعوه للزهد، فيحاول الانغماس في أنشطة تسحب عنه عبء الشعور، أو بالأحرى عدم الشعور، شبح الخواء! 

لكي يهرب يمكن أن يدمن على لعبة إلكترونية، أو يدمن الكحوليات، أن يتعلم شيئًا جديدًا يشعل الحماس، أو أن يتجه إلى أي هواية من هواياته، كالقراءة مثلًا. بناءً عليه؛ هل تظن أنني سأقول لك اقرأ لكي تتجنب الملل؟ 

في الحقيقة هذه الإجابة منقوصة.

مجالات القراءة التي تقوي العقل

نعم القراءة في أوقات تجعلك في عالم بعيد، وتحمل عنك عبء الوجود، وتسلي وقتك، ولكن المعتاد والطبيعي، أن القراءة عملية تعتمد على اليقظة كما الخيال، يجب عليك أن تنتبه لكون فعل القراءة مؤلم، ومشاعره مختلطة، ولن تعدم شعورك بالملل، ستمل، كثيرًا، وربما لن تذوق المتعة إلا بعد جرعة مكثفة من الملل.

لذلك لو كنت تسعى لكي تكون قارئًا محترفًا، عليك أن تحب الملل، صادقه، أعلم أنه مرحلة، لا تجري بعد عدة صفحات، وتقول أُف لم أجد شيئًا مسليًا في هذا الكتاب، ولا تسعى للنوعية من الأدب المليئة بالفانتازيا وإثارة الانتباه، عليك أنت أن تتدرب لتنتبه عندما تقرأ، أن تحب اللحظات، حتى لو كانت صعبة.

تلقى صفعة الأفكار الثقيلة، وفكر في ذاتك مرة أخرى، سافر، وأيضًا كن هنا، وأشعر بالملل، ولا تتجاوز يديك الصفحات، ولا تشتت ذهنك هربًا، كل المشاعر جزء من العملية، تربى بين يدي كتابك، كما يجدر بالتلاميذ في حضرة المعلم. 

(7) تحايل على معدلات الإنجاز 

  • شعور الإنجاز والدوبامين المتصاعد، يدفعك أن تنجز أكثر، لذلك كانت الكتب الصغيرة، والنوفيلات الأدبية، لازمة لكل قارئ مستمر، لا تقنع نفسك أن قراءة الكتب المهمة الدسمة هو غايتك، وما غيرها ثرثرة وضياع وقت، فلو كان في حوزتك كتاب دسم في علم الاقتصاد، حاول أن تداخل القراءة بعدة كتب وروايات صغيرة الحجم، ولا يعني هذا أنها رديئة الجودة، على العكس تمامًا، ولكن عليها أن تكون سريعة الهضم، غير عميقة بالقدر الذي يجهدك ذهنيًا، وحفز نفسك أن تنتهي من الكتب الصغيرة لكي تشعر أنك أنجزت شيئًا. 
  • كما يمكنك أن تتبع هذه الطريقة دائمًا دائمًا في حالات الانقطاع، لكي تعود إلى القراءة، ربما قصة قصيرة بالكاد تجاوزت العشرين صفحة، تعيد إليك الشغف لقراءة موسوعات بعدها، لا تستصغر من الكتب شيئًا.

الكتب

  • لا تستخدم هذه الاستراتيجية فقط لكي تفصل بين الكتب الدسمة، إنما يمكنك أن تعكف أسبوعًا تنتهي فيه من 15 كتاب ورواية خفيفين، وتشعر بهذا الكم الهائل من الفرح، 15 كتاب في أسبوع! 

ستتولد لديك طاقة جبارة بعدها، استغلها، واقرأ أكثر، أعتقد أن هذه الطريقة في القياس للتحايل على مشاعر الإنجاز والفخر، نوع من الاحتيال اللذيذ.

 لا تسمع لمن يقول لك القراءة ليست بالعدد، لأن القصة ترتبط بالمشاعر والأفعال التي من وراء عملية الحصر ومحاولة تحقيق الهدف، لا ارتباط طردي بين التعداد والثقافة، فالكتب يا عزيزي قد لا يكون الهدف منها التحصيل الثقافي والمعرفي من الأساس.

7 أساليب لكي تقرأ بشكل أعمق:

كيف تصل لأبعد نقطة ممكنة من الكتاب الذي بين يديك؟ 

وكيف تطوع ما قرأت في كافة أنواع مجالات القراءة لتصبح شخصًا أفضل وصانع محتوى أمهر؟ 

(1) كما أن هناك رواد أعمال هناك رواد للكتب:

تعلم أن رائد الأعمال هو الذي يأتي بفكرة مشروع مختلفة، ينفذها، ويحل مشكلة. 

والقراءة كذلك، يمكنك أن تعاملها في شكل مشروعات منفصلة، كل مشروع في مجال من مجالات القراءة التي تقوي العقل، أما المشكلات فهي أسئلتك الشخصية:

  • هل أنا حر؟
  • هل الشر مطلق؟
  • ما معنى الحب؟
  • أو ما غاية الحياة؟ 
  • ما المعيار الجمالي؟
  • كيف أكتب جيدًا؟
  • فيما يتشابه البحر والسماء؟
  • ما أنواع السمك في أمريكا الجنوبية؟
  • من أين أتت فكرة طهي الملوخية؟ 

أيًا كان سؤالك، اعزم عليه، واجمع أهم الكتب المحتمل أن تعجبك، بالطريقة التي تحدثنا فيها سويًا، وقم بتحديد مهلة مناسبة لحجم السؤال وعدد الكتب وصعوبتها، واقرأهم بالتوازي أو التوالي، ولكن في نفس الفترة، وبغرض العثور على إجابة، وأضعف الإيمان أن تقترب، عامل .أسئلتك كمشروعات، عليك العمل عليها لفترات طويلة، خطط، ونفذ، وقيم، وحسن.

هذه الطريقة رغم أنها ليست بالسهلة، لكن لا مراء تخلق شيئًا ما فيك، يصعب تركه، ستولد أفكارك أنت، وتذوق نعيمًا، ما أهنأه!

(2) هل يمكن أن نكون أنا وأنت على صواب رغم اختلافنا؟

مثلما الفكرة السابقة، ولكن بصورة أخف، هذه محاولة ثانية لكي تنحت رأيك.

تعوّد أن تجمع بين كتابين على الأقل، دائمًا، في نفس الموضوع، في نفس الوقت، شرط أن يكونا مختلفين، في أيِِ نوع من أنواع مجالات القراءة.

القراءة

على أن يكون كل كتاب منهما له توجه يعاكس الآخر، لا بغرض الجدل، ولا بشرط أن يكون هناك صراع بين الطرفين، ولكن فقط، أفكار تعلم أنها نابعة من خلفيات ثقافية مختلفة.

 مثلًا إن أردت أن تقرأ في التاريخ الإسلامي، وحددت فترة الخلافة العثمانية، خذ كتابًا لكاتب إسلامي محايد مثل تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة” لمحمد سهيل طقوش، وكتابًا لكاتب إسلامي منحاز مثل “الدولة العثمانية: عوامل النهوض وأسباب السقوطلعلي الصلابي، وآخر لمستشرق مثل “ظهور تركيا الحديثة” لبرنارد لويس، واقرأهم معًا ولا تتعجل الميل، فقط أتبع قدراتك النقدية والتحليلية الطبيعية، إلى أن تصل في النهاية لرأي أشمل من حدود ما أعطاه إياك شخص واحد، لرأيك أنت.

(3) قل لي ماذا قرأت له؟ أقل لك هل قرأته حقًا أم لا! 

كثيرًا ما تجد قارئ ينعي حروف كاتب ما، زاعمًا أن أفكاره بلهاء، ومعانيه جوفاء، ولم يجد له في نفسه صدى، رغم أن نفس القارئ لو نزل على الكاتب من منزل غير الذي نزله، وبدأ بترتيب مختلف، لأسمعنا فيه شعرًا!

كل كاتب له منحنى، تختلف خلاله جودة ما كتب، ونضجه، ربما أفكاره كلها تكمل بعض، أو بعضها يعارض بعض، ولكي تعرفه حقًا، عليك أن تسأل من أين يُقرأ الكاتب؟ 

اسأل الملمين بأعماله وأبحث أو أتبع الترتيب الزمني، لكن صدقني، ستخسر كثيرًا، لو اخترت كتابًا عشوائيًا وحكمت ببوار الكاتب. 

لا بأس أن تحكم، كل ما أعيذك منه أن تفوتك أشياء، تندم لو علمت فواتها، ومن تسرعك لإطلاق الأحكام، تفوتك، ولا تكد تعلم. 

(4) لا تلميذ بلا معلم! 

القراءة لها دروب، بعضها يسير، وبعضها واعر، ولا يدل على الطريق مثل خبير، هذا إن أردت أن تتعرف على أفضل مجالات القراءة لا القشور.

استعن بمن سبقك، وتعجبك قريحته، وحاول دائمًا أن ترتب خطة لكل مجال تود الاطلاع عليه معرفيًا، أعرف أي الكتب أسبق، وأي الكتب أهم، وكيف تبدأ؟ 

هذا مما يختصر الكثير…

(5) الكتاب …؟… من عنوانه؟

أكملت المثل؟ أحسنت!

والعنوان مثله الفهرس، هما سويًا عمود الكتاب الفقري، وبهما تكتمل عملية القراءة المتأنية المتعمقة، أطرح تساؤلات حول العنوان، تأمله، وتوقع المحتوى، قبل أن تدخل إلى الكتاب ذاته كتمهيد، وأثناء وبعد القراءة كنوع من أنواع الربط وتخمين سبب الاختيار

ثم انتقل إلى الفهرس، والذي قد يكون فهرسًا اعتياديًا، أو فهرسًا تفصيليًا يطرح الأفكار الرئيسية لكل جزء من الكتاب، وهذا التلخيص بقدر ما يفيدك ويحمسك للقراءة، له دور في تماسك أفكارك ونظرتك التي تخص ما ستقرأ، عليك أن تسأل لماذا هذا الجزء سبق هذا؟ وما أهمية تقسيم الكتاب بدلًا من كونه هكذا كل واحد؟ 

بقدر ما تعطي وقتك للفهرس والعنوان، بقدر ما يعطيك الكتاب.  

(6) متى آخر مرة شعرت فيها أنك فيلسوف؟

العاطلين عن الفكر، ربما استغربوا الرغبة نفسها، لماذا يريد عاقل أن يعكر صفو الحياة بأسئلة وأزمات وجودية تجعل حياته في مراحل كثيرة أقل سعادة؟ غافلين عن نوع خاص من السعادة لا يوجد إلا في الأعماق.

ورغم أهمية الفلسفة إلا إني لست هنا لكي أقنعك بجدوى الفلسفات، لا عليك من الغوص في نوعية من الأفكار لا تستهويها، إن كنت لا تحب النظريات، كل ما رميت له هنا: العقلية الفلسفية فقط، طريقة التفكير، أن تصل لأعمق أعمق ما يمكن أن تراه عينيك، وما لن تراه إلا لو أغمضتها…

 في أي موضوع، في كل وقت، أبحر، وتأمل، لا تكتفي بملامسة يديك للصفحة، ولا تظن الكلمة تعطيك كل ما فيها من أول مرة، أشحذ أفكارك، وتفلسف، بالطريقة التي تناسبك، وفي مجالات القراءة التي تستهويك.

مجالات القراءة التي تغذي العقل

(7) نعم للبراجماتية

في الحين الذي يهجوني فيه من لم يفهم، والذي فهم، أرجو أن تكون تهجئتها صحيحًا،  ولم تعاني نطقها كما أعاني، ثم دعني أشرح لك نظرتي…

كما تعلم أو ستعلم حالًا، البراجماتية أن تصل لأقصى منفعة ممكنة من الأشياء، بشكل آخر، هي عكس الفلسفة بصورة ما، والعملية بمعنى ثان، والتطبيق بالصيغة المعاصرة. 

أما لماذا من الضروري أن تفكر هكذا بينما تقرأ مهما كانت أنواع مجالات القراءة التي تهتم بها؟ 

لأن الأفكار تتلاشى، لن يبقى لك مما قرأت بعد يومين سوى الاقتباسين الذين احتفظت بهما، هذا إن بقيا، وأنا وأنت، نرغب في التغيير، أن نكون أشخاصًا أفضل، لا أن نضيع الوقت في القراءة ثم ننسى، وفقط. 

فما رأيك لو تأتي بورقة، نعم نعم، نفس الورقة، انتفع بها لأقصى درجة. 

وقم باستخراج قواعد مما تقرأ، تستطيع أن تطبقها على حياتك، اكتبها في صورة مباشرة على شكل نقطة، أشبه شئ بخطة عمل صغيرة:

(١) 

(٢) 

(٣) 

ومن ثم عد لهذه الخطوات العملية التي استخرجتها من القراءة، وتأكد من تفعيلها ضمن سلوكك اليومي، يمكنك أن تبدأ من هذا المقال، أكتب الخطوات التي ستقوم بها كصانع محتوى لكي تدمج القراءة في روتينك اليومي، وشاركني في التعليقات ما توصلت إليه.

ولا تنس أن تخبرني من هو كاتبك المفضل؟ 💚

‎أضف رد

I don't publish guest or sponsored posts on this site. But thanks anyway. :)

:

‎بريدك الإلكتروني لن يظهر لأحد