لعلك تتسائل: أدوات الكتابة؟ هل للكتابة أدوات؟ أليست مهارة؟!
أجيبك: أجل، الكتابة مهارة ولكنها مهارة مكتسبة، تُكتسب بالتعلم، والتدريب، فهي مهارة لها تاريخ وآدب، وعمالقة امتلكوها وتأثروا بها وأثروا بنا، مهارة عمرها يفوق عمر أجدادنا.
فإذا أردت تعلّمها أو بالفعل تمتلكها قد تكون كغيرك ممن تعلّمها وتدرب عليها، لكن إذا أردت احترافها كالكُتّاب المبدعين فدعني أُخبرك في هذا المقال ببعض الأسرار.
كثير من كُتّاب المحتوى يعانون أثناء الكتابة…
تارة من الحصول على الأفكار والتعبير عنها، وتارة من السرد وطريقة العرض، خاصة من كانت الكتابة مهنتهم اليومية مثل صانع المحتوى الذي لا يخلو يومه من كتابة المحتوى.
ولكن حين ننظر للكُتّاب البارعين نجد أمر الكتابة معهم بسهولة تدفق الماء! تنساب الكلمات وتترابط الأفكار وتصل بسرعة وسهولة للقارئ فيُجيد الفهم ويرتقي مع المعنى وبعض الأحيان يجد القارئ نفسه بين سطور الكاتب، ياله من شيء عظيم!
محتويات المقال
لكن كيف يصل الكاتب للإبداع؟
في كتاب “أدوات الكتابة” للكاتب روي بيتر كلارك، يخبرنا عن أدوات الكاتب التي يستطيع بها أن يصل للقارئ، بل أحيانًا إلى أعماقه…
هذه الأدوات استخلصها كلارك من كبار الكُتّاب الذين سبقونا لاحتراف الكتابة حتى أصبحوا أساطير نتعلم منهم أصول الكتابة وفنها.
فيتناول الكتاب أنواع مختلفة من الأدوات وكل أداة نستخدمها لتفيد شيئًا مختلف.
ولكل أداة إفادة:
- بعض الأدوات تفيد ترسيخ المعنى
- والبعض تفيد ارتقاء التعبير!
- البعض تفيد تنسيق النص
- والأخرى تفيد التخطيط لكتابة النص.
أما نحن فسوف نتناول أهم الأدوات لكتابة المحتوى، مما ذكر كلارك من خبرة هؤلاء الكُتّاب.
ما هي أدوات الكتابة إذن؟
هذا ما سأخبرك به، في هذا المقال 10 أدوات للكتابة، سنتعلم معًا:
- ما هي أدوات الكتابة؟
- ما المقصود بكل أداة؟
- ما فائدة أدوات الكتابة لكاتب المحتوى؟
- كيف تكتسب هذه الأدوات وتتدرب عليها؟
لا تقلق بشأن هذه الأدوات إذا كانت ستتوافق مع أدوات كتابة المحتوى الرقمي أم لا، فكما ذكرنا أن الكتابة مهارة كل العصور ، فبالرغم من اختلاف أنواعها وأشكالها يظل لها أصول راسخة.
قبل أن نبدأ أخبرني..
ما رأيك في تطور الكتابة؟
تعلم أنها مهارة قديمة وانتشرت في كل مكان وزمان، لكن يا عزيزي إذا لم تتطور هذه المهارة في المسار الصحيح لم تكن لتستمر إلى عصرنا هذا أليس كذلك؟
- تطورت من الكتابة قديمًا إلى حديثًا حتى واكبت العصر
- تطورت من الكتابة في الكتب إلى كتابة المحتوى الرقمي
- تطورت من كونها مجرد مهارة إلى مهنة يعمل بها الكثيرون
لذا حان الوقت لنتعلم ما هي أدوات تلك المهارة العظيمة؟
لنبدأ معًا ببعض أدوات الكتابة التي ستساعدك في بناء المعنى سواء كان على مستوى الكلمة أو الجملة أو الفقرة…
1- ابدأ الجملة بالفواعل والأفعال
ليس المقصود بالكلمات “الفواعل والأفعال” من ناحية القواعد النحوية، وإنما المقصود مقتضاهم ومعناهم، أي الحدث المهم أو فاعل هذا الحدث.
ماذا تعنى أداة البدء بالفواعل والأفعال؟
المقصود هنا هو أن تبدأ الجملة أو الفقرة بالفكرة الرئيسية المهمة التي تريد إيصالها للقارئ والتي تتفرع منها وتنطلق إلى باقي الجملة أو الفقرة…
فالكُتّاب البارعون يستطيعون كتابة الصفحة تلو الأخرى على هذا النحو.
فمثلًا إن كان أهمّ شيء في جملتك أو الفقرة التي تكتبها هو المبتدأ والخبر، أو حدث مهم تريد أن تسلط الضوء عليه، فتضعهم في مقدمة الجملة أو بالقرب من بدايتها ومن ثم تليهم العناصر الثانوية.
ما فائدة أن تبدأ بالفواعل والأفعال؟
هذه الأداة ستساعدك على:
- حين تبدأ بالكلمات الرئيسية المهمة تجعل الأفكار بعدها مترابطة
- تمنع القارئ من التشتت أو معاناته من تطاير الأفكار أو عدم موالاة باقي العناصر
- إذا كنت تكتب حبكة درامية وتريد أصلًا تشتيت القارئ يمكنك هنا تجزئة الفكرة الأساسية كأن تبدأ بنصفها وتضع النصف الآخر بعد سردك لبعض الكلمات
- أما إذا كنت تريد إثارة القارئ وتشويقه أو دفعه للتوتر والفضول فيمكنك أن تدّخر فكرتك الرئيسية إلى آخر الجملة أو الفقرة بعد السرد
✍️كيف تتدرب على أن تبدأ بالفكرة الرئيسية؟
- اقرأ صحيفة أو أي محتوى مكتوب وحدد الفكرة الرئيسية به أو بداية الجملة والعناصر الفرعية
- افعل الشيء نفسه مع كتاباتك
- عندما تعاني من كتابة الجملة حاول أن تبدأها بالفكرة الأساسية كما ذكرنا
- للتنويع الدرامي حاول كتابة فقرة فكرتها الرئيسية قريبة من النهاية
الآن حددت فكرتك الرئيسية التى يدور حولها معنى الفقرة بوضعها في البداية ماذا بعد؟
2- رتب الكلمات المهمة للتأكيد
حان الوقت لترتيب الكلمات داخل الفقرة الواحدة لتصنع الفرق!
ما المقصود بترتيب الكلمات المهمة وما التأكيد الناتج عن ذلك؟
المقصود بهذة الأداة هو ترتيب الكلمات المؤثرة في الجملة، فالكلمات التي تريد أن تعلق في ذهن القارئ متأثرًا بها تضعها في بداية الفقرة ونهايتها، والكلمات الأقل تأثيرًا تضعها في المنتصف.
هذا ما يسميه بعض المُعلّمين بترتيب أداة التأكيد 1-3-2، حيث تضع أكثر الكلمات ذات الانطباعات الأقوى في النهاية ثم البداية ثم الأقل أهمية في المنتصف.
كيف لترتيب الكلمات المهمة أن يفيد التأكيد؟
- تنظيم الكلمات المهمة يساعدك إذا كنت تكتب حلًا لأمور شائكة
- وضع الكلمات المؤثرة في البداية والنهاية يساعدك أن تخفي أضعف الكلمات والعناصر في المنتصف
- هذا الأسلوب في الترتيب يساعدك دائمًا في تأكيد المعنى الذي تريد إيصاله للقارئ ويظل يتذكره، فالعقل يحتفظ بنسبة كبيرة بالنهايات أو آخر ما تم قراءته
✍️ كيف تتدرب على هذه الأداة؟
- اقرأ مقالًا أو خطابًا تحبه وانظر إلى ترتيب الكلمات المهمة فيه، وضع دائرة على أوائل كلمات الجمل والفقرات وآخرها.
- كرر النقطة السابقة على أحد كتاباتك وراجع الجمل المهمة والمؤثرة وإذا كانت في المنتصف حاول أن تبرزها في النهاية.
بعد ترتيبك للكلمات هيا بنا نتعرف سويًا على أنواع الكلمات تأثيرًا!
3- “فعِّل أفعالك” أداة من أهم أدوات الكتابة
هيا لتجعل كلماتك مؤثرة بقوة في القارئ لتتمكن من توجيهه إلى ما تريد بسهولة! 🤩
لكن دعنا نطرح سؤالًا هامًا
ما الفرق بين صيغة الفعل وصوت الفعل؟
- صيغة الفعل: تعني في أي زمن وقع الفعل فتكون صيغة الفعل ماضي أو حاضر أو مستقبل.
- أما صوت الفعل: فهو يوضح علاقة الفعل بالفاعل، أي: مَن فعل ماذا؟، ومنها:
- إذا قام الفاعل بالفعل، فيكون الفعل مبني للمعلوم.
- إذا تلقى المفعول به الفعل، يكون الفعل مبني للمجهول.
ما المقصود بهذه الأداة؟
المُراد هنا أن تستخدم أفعال قوية مثيرة ومختصرة وحاضرة فـ مثلًا:
- استخدام الفعل المبنى للمعلوم أفضل من المبني للمجهول، وأيضًا المبني للمعلوم يمكن أن تستخدمه لـ:
- التعبير عن حدث ذاتي أو عاطفي
- تنشيط حجّة عقلية
- خلق فعل أو حدث خارجي عن الأجواء العامة لما تكتب
- استخدام الفعل المضارع أفضل من الماضي في سرد القصص والتجارب.
ما فائدة هذا النوع من الأفعال؟
- في الكتابة الحديثة يميل كُتّاب المحتوى إلى الأفعال المبنية للمعلوم لأنها الصيغة البسيطة التي تدعم السرد.
- استخدم الفعل المضارع بدلًا من الفعل الماضي لسرد قصة ما أو تجربة فذلك يساعد القرّاء على الشعور بالمشاركة أو بالتفاعل مع أحداث القصة أو التجربة.
✍️ كيف تتدرب على أداة تفعيل أفعالك؟
- راجع كتاباتك وصنّف الأفعال بها، ثم حوّل الأفعال المبنية للمجهول إلى المبنية للمعلوم
مثال: “ثم دُقّ جرس الباب” فالأفضل أن تكتب “ثم قام أحد بدقّ جرس الباب…”
- حوّل فقرة قد كتبتها بصيغة الماضي إلى المضارع ولاحظ الفرق
مثال: “حرّكت قدميها بتوتر واعترفت أنها أحرقت نفسها” فالأفضل أن تكتب “أخذت تحرك قدميها بتوتر وهي تعترف بأنها أحرقت نفسها …” فتصبح الجملة كما لو أن القارئ يجلس بجانبها ويعيش معها حزنها.
حسنًا، لكي تبرز المعنى أكثر بعد أن اخترت كلماتك بعناية تحتاج إلى تزيينة ببعض العلامات
فهيا بنا إلى الأداة الرابعة …
4- دع علامات الترقيم تضبط الإيقاع والمساحة
تذْكُر كم مرة حدث سوء تفاهم بينك وبين شخص ما أثناء محادثة نصية؟ مع العلم أنك إذا حدثته بصوتك أو وجهًا لوجه ستنطق بنفس الكلمات التي كتبتها وسيفهم مقصدك جيدًا!
فتعلم أن رسالتك النصية كان ينقصها أن تتزين وتقوم بضبطها بعلامات الترقيم لكي تصل بالمعنى الذي أردته لمن تحدثه، فهي إيقاع صوتك الذي لم تنطق به.
فما بالك إن كان من تُحدّثه لا يعرفك أو متلقي فقط يقرأ كتاباتك؟!
فمثلا: إذا كنت تريد الإخبار ستكتب:”السماء صافية.”
وإذا كنت تريد أن تسأل ستكتب “السماء صافية؟”
وبالطبع هذا يترتب عليه اختلاف جواب المتلقي.
هذا مثال بسيط من ضمن أمثلة كثيرة جدًا على أهمية علامات الترقيم
بعض هذه العلامات استخدامه ضروري والبعض اختياري، ولكن في طريقك لاحتراف الكتابة لابد أن تستخدم هذه العلامات الاختيارية أيضًا،
’’فتشيبه بسيط لبعض العلامات:
- وضع النقطة بعد جملة طويلة تعني وكأنها علامة توقف لطريق سريع تنهيه للبدأ فيما بعده
- إذا كانت النقطة علامة توقف فبقية العلامات تصنع حركة المرور
- الفاصلة، كأنها مطب، والفاصلة المنقوطة كأنها تخفيف سرعة من دون توقف
- (ما بين القوسين) يكون انعطاف
- النقطتان الرأسيتان: ضوء أصفر لما سيأتي بعدهما
- الشرطة – هي جذع الشجرة الي يعترض الطريق
يمكنك معرفة المزيد من علامات الترقيم واستخداماتها من هذا المقال.
أما الآن فدعني أخبرك كيف تساعدك علامات الترقيم؟
ما فائدة علامات الترقيم؟
عندما تضع مدة القراءة وإيقاع الكلمات بعين الاعتبار، ستتمكن من وضع علامات الترقيم بطريقة صحيحة فتساعدك على:
- تحديد سرعة القراءة
- تقسيم كتاباتك إلى جمل وفقرات ومجموعات متناغمة
- تسهيل القراءة وهضم المعلومات ببساطة
الآن وقت التطبيق!
✍️ كيف تتدرب على أشهر أدوات الكتابة (علامات الترقيم) ؟
- حدد مرجع أساسي موثوق لك ليرشدك على استخدامات علامات الترقيم
- تدرب عليها بوضعها في نصوص سابقة لك
- حدد ما تريده من القارئ باستخدام العلامات كمثال السرعة، حدد هل تكتب شرح مفصل فتريده أن يقرأ ببطئ وتركيز؟ أم تسرد مشهد عابر وتريده يمر عليه سريعًا؟ وبناءً عليه وظّف علاماتك
- حلل استخدام علامات الترقيم لكُتّاب آخرين، خاصة الاختيارية منها فهذا التحليل سيفيدك بشكل رائع!
حسنًا، هكذا تعلمت بعض الأدوات التي تفيد المعنى ومترادفاته ووصولة جيدًا للقارئ
الآن دعنا ننتقل إلى بعض الأدوات التي ستفيدك أكثر في التأثير على القارئ وإقناعه …
5- فضِّل ما هو بسيط على ما هو تقنيّ
المقصود هنا هو تبسيط المعقد… لكي تجيد ذلك، لا بد أن تفهم جيدًا ما تكتب عنه ككاتب محتوى حتى تستطيع تبسيطه وتوصيله للقارئ.
كيف يمكنك تبسيط النص أثناء كتابة المحتوى؟
مما يساعدك على هذا التبسيط:
- اجعل الجمل والفقرات التي تكتبها قصيرة
- استخدم كلمات بسيطة لإيضاح المعنى كاملًا دون حذف شيء
الكاتب الجيد يستطيع جعل المعقد بسيطًا والعكس، لذا سأذكر لك بعض المواضع التي يمكنك فيها تعقيد النص
متى يمكنك تعقيد النص؟
- إذا كنت تكتب في مجال معين والمعلومات التي تكتبها سيقرأها المتخصصون في هذا المجال
- أو تريد التعقيد في ذاته لسببٍ ما -توقف القارئ للتفكير مثلًا- فتعبر عن الأفكار المعقدة بطريقة معقدة أيضًا
لكن غالبًا يُفضل القرّاء النص البسيط السهل والكاتب المحترف من يستطيع تبسيط المعقد ويؤثر به.
✍️ كيف تتدرب على هذه الأداة؟
- راجع نصًا مُعقدًا لأحد الكُتّاب واقرأه وادرس الجمل والكلمات
- حاول إعادة صياغة ما قرأت بصورة أبسط وجمل أقصر دون الإخلال بالمعنى المقصود
- كرر هذه العملية حتى تجيد فهم المعقد وتبسيطه
الآن حان الوقت للتأثير في القارئ وهذا التأثير كلما زادت درجته دلّ على احتراف كاتب المحتوى
6- احصل على اسم الكلب (أداة التفاصيل المهمة في أدوات الكتابة)
لخص هذه الأداة كلارك في ’’ ابحث عن الملموس والمحدد، عن التفاصيل التي تستميل الحواس’’
تعني هذه الأداة أن الكاتب يذكر التفاصيل التي تؤثر بالقارئ وتجعله يتفاعل بحواسه مع ما يقرأه فيتأثر به وتصبح مشاعره مكتسبة مما قرأ…
يفرح مع الكاتب ويحزن معه، وليس المقصود ذِكر أية تفاصيل في العموم، ف “اسم الكلب” هنا كناية عن بحثك في الحدث وأدق التفاصيل في حادثةٍ ما لدرجة أنك وصلت لاسم الكلب!
فكاتب المحتوى الجيد يستخدم التفاصيل الإخبارية ليس فقط للتبليغ، بل للإقناع.
ما فائدة هذه الأداة لكاتب المحتوى؟
التأثير، عندما تدخل في تفاصيل راحة مثلًا أو شعور ما بوصفه جيدًا ووصف المتعلق به والمترتب عليه تجعل القارئ يصل بتخيله إلى ما تريد ويتأثر به، وهذا يؤهله لاستقبال ما يقرأه بعد ذلك ويجعله يشعر بالرغبة والفضول لإكمال ما كتبته.
لا تنس! أن الإنسان يظل متذكرًا جيدًا لمشاعره، لدرجة أنه قد يرتبط لديه نص معيّن بشعور معيّن، فاربط بعض كتاباتك بالمشاعر التي تريد التأثير بها، هذا سيجعل منك كاتب محتوى مميز.
✍️ كيف تتدرب على سرد التفاصيل المهمة؟
- اقرأ الصحف اليومية باحثًا عن العبارات التي تخاطب الحواس، وافعل ذلك أيضًا مع رواية ما
- تخيل أنك تكتب قصة عن أحد المشاهد الملتقطة واكتب أي التفاصيل ستختار كتابتها؟
- معظم الكُتّاب يخاطبون حاسة البصر، حاول في كتاباتك القادمة إدخال حواس أخرى للقارئ
7- اقتبس من اللغة الإبداعية للآخرين ثم ارتجل من أدوات الكتابة أيضًا
ليس المقصود هنا هو نسخ كلمات أو تعبيرات من الكُتّاب الآخرين إلى كتاباتك
لكن ما المقصود باقتباس اللغة ثم الإرتجال بها
هذه الأداة معناها أن تُعيد استخدام الكلمات أو بعض المصطلحات المستخدمة قديمًا أو المعروفة لدى العامة، وتعيد استعارتها أو تُسقِطها على أشياءٍ جديدة من ارتجالك، فهذا الاقتباس ثم الارتجال يصنع ما يسمى بـ”الخيال الترابطي” ومن هنا يبدأ الابتكار .
حسنًا ما فائدة هذا الارتجال؟
هذه الأداة تعتبر طريقك إلى الابتكار!
ارتجالك في استخدام بعض الكلمات والمصطلحات القديمة لتعيد تشكيلها على ما أردت سرده، أو وضعها في موضع آخر، يساعدك على التفكير والتعبير أيضًا بطريقة مبدعة مع الوقت.
كيف تتدرب على هذه الأداة التي هي من أذكى أدوات الكتابة ؟
- أثناء قراءاتك خاصة القراءة الأدبية، ابحث عن الأوصاف أو الجمل الملائمة
- اقتبس وارتجل استنادًا لهذه الجمل وقارن النتائج
- ابحث في جوجل عن معاني المصطلحات أو الكلمات الغريبة أو قديمة الاستخدام وحاول أن تعيد استخدامها وتعطي نفس تأثيرها
حسنًا بعد ضبط الكلمات والارتجال عليك أن تضبط الإيقاع أيضًا
8- اضبط الإيقاع بواسطة طول الجملة
ذكرنا في أداة علامات الترقيم أنها تساعدك في تحديد سرعة القارئ، وأيضًا بطول الجمل سنتحكم في سرعة القارئ، خاصة أن طول الجملة في المحتوى الرقمي يفضل أن يكون أقصر من طول الجملة في الكتب.
فهيا بنا لنرى كيف ستؤثر بهذه الأداة؟
ما المقصود بضبط الإيقاع؟
المقصود هنا أن:
- الجمل الطويلة أشبه بطريق الرحلة الطويل مفادها = الفهم للقارئ
- والجمل القصيرة مثل الضغط المفاجئ على الفرامل وكأنها لتنبه القارئ لما أنتهى من قراءته واستعداده لما سيبدأ فيه.
والكاتب البارع من يستطيع الجمع بين هاتين النوعين من الجمل، ومعرفة متى يستخدم أي نوع ومن هنا يبدأ ضبط الإيقاع، وكذلك الأمر في طول الفقرة أيضًا.
لكننا سنذكر الآن 3 أسباب تستطيع ككاتب محتوى أن تُبطّئ سرعة القارئ من أجلها:
- تبسيط المعقد
- خلق التشويق
- التركيز على الحقيقة العاطفية
ما الفائدة من ضبط طول الجمل؟
- كما ذكرنا أن استخدامك لهذه الأداة سيساعدك على التحكم في معدل سرعة القارئ بتنويعك في طول الجمل، وبالتالي سيساعدك على ضبط إيقاع الجملة أو القصة التي تسردها
- عندما يتوافق طول الجملة مع مضمونها لا أكثر ولا أقل، فهذا يثير اهتمام القارئ بشكل أفضل
✍️ كيف تتدرب على ضبط الإيقاع (أكثر الأدوات فنًا)؟
- راجع إحدى كتاباتك مع مراعاتك لضبط الإيقاع فيها سواء كان باختصار بعض الجمل لتصبح أقصر أو دمج بعضها لتكون أطول
- ليس دائمًا الجمل القصيرة تفيد في سرعة القارئ أحيانًا تكون كل الفواصل بينها علامات توقف للقارئ، لذا حاول أن تركز عليها أثناء مراجعتك لتلاحظ ما هو تأثيرها
- اقرأ بعض كتب الأطفال لترى إذا كنت تستطيع التأثير على قارئ الجمل متباينة الطول
9-تسلّق سُلَّم التجريد صعودًا ونزولًا من أدوات الكتابة
لتفهم هذه الأداة سنستخدم السُلم كأدة للتشبيه
ما هذا السلم الذي تتسلقه؟
- هذا السلم أداة تستطيع الصعود عليه والنزول وتُشارك الحواس في ذلك، فهذا السُلم يُمثل اللغة والتعبير بها والمعنى، وارتكاز السُلم على الأرض يمثل أصول اللغة وصلابتها
- أما هذا التجريد فهو شيء مُجرد من الحواس قد يتمثل في فكرة عقلانية مثلًا أو معنى مجرد، لكننا نريد بصعود السلم ونزوله أن نجسد هذه الفكرة العقلانية وهذا المعنى المجرد فنجعلهم مصاحبين للحواس
- ودرجة مصاحبة الفكرة للحواس وتجسيدها تتمثل في أي مكان نقف على السلم؟
- هل ما زلنا في أسفل السلم على أرض اللغة فتتجرد من مخاطبة الحواس؟
- أم في منتصف السُلم حيث تخففت حِدّة التجريد ولكن وصلنا بالمعنى لدرجة روتينية معتادة؟
- أم نقف على أعلى السلم فارتقينا بالمعنى المُراد؟
كمثال: كلمة “الحرية” على الأرض أسفل السلم، تتحرك إلى قمة السلم فتصبح “ليس لدينا شيئًا لنخسره”
وبناءً على مكانك على السلم تستطيع أن تحدد فائدة هذه الأداة
فائدة صعود سُلّم التجريد ونزوله أثناء كتابة المحتوى
- أن تتعلم متى تُلقى خبرًا ما أو خطابًا تريده أن يصل في أصله وفكرته للقارئ دون إشراك الحواس، فتقف عند بداية السلم
- أما إذا كنت تعرض مشهد أو قصة ما فتريد من القارئ عقله وحواسه فهنا يجب أن تصعد السلم وتستخدم أسلوب مناسب لقمته
- تذكّر أنه لا يمكن صعود السلم ونزوله مرة واحدة، لذا يجب أن تمر على المنتصف حتى يعينك على الصعود أو النزول
✍️ كيف تتدرب على صعود السلم ونزوله؟
- اقرأ كثيرًا وميّز مستوى اللغة فيما تقرأه هل هو تجريدي أم محسوس أم يجمع بينهما، لتعرف متى تُلقي خبرًا ومتى تضرب مثالًا ومتى تريد أن تسمو بالمعنى
- ابحث عن تقارير وإعلانات إرشادية عامة وانظر كيف تقف في منتصف السلم بدرجة من الرتابة
- ضع معاني مُجردة كالحب، الصداقة، الخيانة، وغيرهم واصعد بها السلم وانظر كيف أصبح المعنى
بعدما وضعنا المعنى واستطعنا ترشيده جيدًا سويًا، هيا بنا نتعرف على أداة من أهم أدوات كتابة المحتوى العربي وهي كيف تبني القصة وتنظمها وكيف تصنع تقريرًا مميزًا؟
10- تعلّم الفرق بين التقارير والقصة
هنا سنتعلم معًا الفرق بين القصة والتقرير، حتى تجيد كتابة كلٍ منهم وتصنعه بحرفيه.
ما الفرق بين القصة والتقرير؟
- وظيفة التقرير نقل الأخبار، أما القصة تصنع الخِبرة
- التقرير ينقل المعرفة، أما القصة تنقل القارئ عبر حدود الزمان والمكان
- التقرير يوجهنا إلى هناك، أما القصة فتضعنا هناك
- التقرير يعطي المعلومة، أما القصة تعطي المعلومة أو الحِكمة مغلفة بالمشاعر
- يمكن أن تكتب تقريرًا بالإجابة عن الأسألة الستة للحدث (مَن؟ – ماذا؟ – أين؟ – متى؟ – لماذا؟ – كيف؟)
- ويمكنك أن تسرد القصة بالتنويع بين الأحداث وبساطتها وتعقيدها والحبكات
ما فائدة اكتساب أساليب القصة والتقارير والتفرقة بينهما؟
- معرفتك بطريقة كل منهما سيساعدك في تلبية توقعات القارئ نحو ما تكتب
- قد تحترف الكتابة أكثر وأكثر فتستطيع مزج الأسلوبين معًا فتخاطب العقول والقلوب في آنٍ واحد!
والآن سأخبرك كيف تتدرب عليهم؟
✍️ التطبيق العملي على القصة والتقرير كأداة مهمة من أدوات الكتابة
- اقرأ صحيفة واستخرج منها التقارير والقصص، وميز القصص المختبئة داخل التقارير أحيانًا
- اقرأ كتابة صحافية وطبّق عليها الأسئلة الستة، ثم طبقها أنت
- اقرأ رواية ولاحظ كيف يضع الكاتب المعلومات باختلاف أنواعها داخل طريقة السرد وتعلم منه
الآن أصبح لديك بعض الأدوات لاحتراف الكتابة عامة وأدوات كتابة المحتوى خاصة، اقرأها جيدًا، حاول ملاحظتها في قراءاتك القادمة، ثم طبّقها في كتاباتك التالية والمحتوى الذي ستقدمه.
أما إذا كنت فضوليًا نحو المعرفة وتريد المزيد تابع الجزء الثاني للمقال سنخبرك فيه عن عشر أدوات أخرى للكتابة من صديقنا في هذه الرحلة كتاب “أدوات الكتابة” للكاتب: روي بيتر كلارك.
أما عنك عزيزي القارئ فأخبرني أي الأدوات كنت تعرفها وأيهم تعلّمتها معنا؟