هل خطر ببالك يومًا ماذا سيحدث إذا توقف بك الزمن لفترة؟
هل فكرت بما ستراه عند عودتك من تغيير واختلافات وتطور في الأحداث والأفكار والأشخاص؟
كم ستكون معاناتك لكي تتأقلم على ما فاتك؟
هذا بالضبط ما يحدث لك كصانع محتوى عندما تتوقف عن تعلم شيئًا جديدًا أو تكف عن تطوير الذات، خاصة أن الأمر أصبح أسهل من قبل، ف الآن التطوير الذاتي أونلاين ويمكنك القيام به ولا داعي للتسويف!
عندما وضع “ماسلو” على رأس هرم الاحتياجات النفسية “الحاجة إلى تحقيق الذات والتطوير والإنجاز” كان يعي جيدًا أهمية إشباع هذه الحاجة لدى الإنسان، حاجته أن يسعى دائمًا لتعلم شيئًا جديدًا، ولو كان هذا الشيء معلومة واحدة فقط، بسيطة، في أي مجال.
فما بالك إذا كان هذا الإنسان بطبيعة عمله يكتب في جميع المجالات!
أجل مثلك أنت يا صانع المحتوى!
إليك في هذا المقال أهمية التطوير الذاتي لك كصانع محتوى وكيف يكون ذلك هو جزء الاستثمار في يومك.
محتويات المقال
ما فائدة التطوير الذاتي لك كـ صانع المحتوى؟
إذا كنت صانع محتوى فأنت بطبيعة الحال لامست كيف لشخصيتك طابع وأثر في محتواك الذي تقدمه، وخصوصًا في محتواك الذي تريد به تأسيس علامة تجارية خاصة بك أو التسويق لنفسك،
لذا لابد لهذه الشخصية أن:
- تواكب الأحداث دائمًا
- تربط بين المعلومات الكثيرة لصناعة الأفكار الفريدة
- تستمر في التحليل للمواقف
- تفكر بطرق علمية وعملية
- تعرف المزيد عن الحياة اليومية للناس فتظل على علم باحتياجاتهم
- تستمر تلك الشخصية في التطور والتعلم
كما أن صناعة المحتوى تقتضي تدوير أفكارك القديمة بشكل مستمر ومعالجة المعلومات الجديدة الواردة إليها؛ مستخدمًا في ذلك إضافاتك الشخصية والجانب الشعوري لتصل إلى عملائك بسهولة، لذلك ليس من الممكن أن تتعلم صناعة المحتوى فقط وتتوقف عندها بل هي بوابة تنطلق منها، ولذا فالتطور الذاتي أصبح ضرورة مُلحة لك ـ خاصة في هذا العصر ـ ليس مجرد أمرًا اختياريًا. فهو أمرٌ مهمٌ للغاية وينعكس على جميع جوانب حياتك سواء كانت الشخصية أو المهنية أو الاجتماعية.
ومن حسن الحظ أن الأمر أصبح سهلًا يمكنك القيام به كالقيام بعملك، من خلال شبكة الإنترنت وجهاز اللاب توب تتطور في أغلب الجوانب الحياتية إن لم يكن كلها.
تتساءل الآن ما الذي يمكن اكتسابه من التطوير الذاتي أونلاين؟
قد يحضر إلى ذهنك الآن التطوير معرفيًا أو نظريًا فقط وتستبعد الجانب العملي بسبب “الأونلاين”، لكن الكثير من المواد الموجودة الآن أصبحت عملية بالقدر الكافي لقيامك بتنفيذها. كما أصبح هناك العديد من الأساليب المتبعة في التدريس الأونلاين للتطبيق العملي على المعلومات أو الإرشاد إليه، وعليه فهذا التطور يمكنك القيام به في:
1. تطوير المهارات الشخصية لك:
يمكنك كـ صانع محتوى تعلم الكثير من المهارات الذاتية مثل:
- تعلم أساليب التفكير النقدي والتحليل.
- أساليب التواصل الفعّال وكيفية التعامل مع فريق عمل.
- التخطيط والتنظيم ،وكيف يمكنك التخطيط في العموم ولعملك بالخصوص.
- الوعي الذاتي بشخصيتك وعلمك بنقاط قوتك ونقاط ضعفك.
- تعلم القيادة الفعّالة.
- التحكم في الوقت وإدارته بشكل جيد.
- اكتساب عادات جديدة إيجابية في الروتين اليومي.
2. تعلم العديد من المهارات التقنية:
- أن تصبح صانع محتوى مُلم بجوانب كثيرة تجعلك تصنع محتوى ثري ومختلف.
- أن تتعلم أساليب الكتابة وفنونها حتى تستطيع التنوع في محتواك ومرونة التنقل من شكل إلى آخر.
- تعرف المزيد والمزيد عن التسويق التقليدي والتسويق الرقمي وكل جديد فيه.
- تعرف المزيد عن علم النفس واختلاف الشخصيات وأي نوع من الجمهور تخاطب، وما هُم في حاجة إليه.
- تعلم قواعد اللغة النحوية والإملائية وما إلى ذلك.
- تعلم البحث جيدًا وكيفية الحصول على مصادر موثوقة.
- تطوير محركات البحث SEO.
- تعلم اللغة الأنجليزية جيدًا لفهم المحتوى القوي الموجود بها أثناء بحثك.
اعرف أكثر عن أدوات تفيدك كـ صانع محتوى من هذا المقال.
حسنًا! الآن إذا كنت تتساءل ما فائدة هذا لك، دعني أخبرك بعائد هذا عليك كـ صانع محتوى.
أهم الصفات التي تكتسبها عن طريق التطوير الذاتي أونلاين:
- تكتسب الالتزام، إذا كنت مُلزم نفسك بوقت لذاتك يوميًا أو حتى إسبوعيًا لتتعلم فيه وتنمي مهاراتك بدافع منك، فهذا يساعدك كثيرًا على الالتزام في عملك أيضًا.
- يجعلك التطور الذاتي شخصية مرنة وإيجابية فتستطيع تحفيز جمهورك من خلال المحتوى وإقناعه بسهولة.
- يُخرجك من منطقة الراحة الخاصة بك ليُعرّفك على نقاط ضعفك والعمل عليها وتقويتها، فمثلًا إذا كان هناك مجالات لا تحبها أو لا تجيدها فالتطور الذاتي يسمح لك بتجربتها وتحسّنك فيها.
- يعزز ثقتك في نفسك بشكل رائع وبالتالي يجعلك واثق من عملك والمحتوى الذي تقدمه.
خطة للمذاكرة أونلاين: (هيا بنا!)
بعدما أدركت أهمية التطوير الذاتي واستمرارك في تعلم أشياء جديدة وما هي تلك الأشياء، دعني أخبرك بنقاط سريعة يجب أن تحتوي عليها خطة التطوير التي تضعها :
- حدد سنويًا أو شهريًا ماذا تريد أن تتعلم أو تكتسب ثم قسّمه إلى أهداف صغيرة على المدى القريب، بالإضافة أنه يمكنك تحديد ماذا تريد عن طريق نقاط ضعفك.
- قم بإعداد خطتك التي تستطيع من خلال تحسين نقاط الضعف هذه.
- حدد وقتًا مهما كان قليل ولكن على فترات متساوية، تلتزم به ويكون مخصصًا لك أنت لتنميتك وتقوم فيه بتنفيذ أجزاء الخطة.
- قيّم نفسك بعد كل فترة تحددها لمعرفة نسبة تقدمك فيما تريد اكتسابه.
3 طرق للتطوير الذاتي أونلاين:
1. الكتب:
يمكنك البدء في التطوير الذاتي بتخصيص وقت للقراءة في جميع المجالات، والآن يمكنك العثور على المزيد من الكتب بالنسخة الإلكترونية pdf.
سوف تساعدك القراءة على إثراء لغتك وتعبيراتك ومعلوماتك والطرق التي تكتب بها.
ولكن نصيحة! لا تقتصر على كتب التسويق أو صناعة المحتوى أو المجالات التي تحب القراءة فيها، اقرأ في أشياء جديدة عنك حتى لو لم تشعر بالشغف تجاهها وستلاحظ الفرق😉.
2.الدورات التدريبية (الكورسات) أونلاين:
وهذا الخيار الأرجح لك إن كنت تمل من القراءة، لكنه لا يغني كليًا عن الكتب، هناك العديد من الكورسات الأونلاين المجانية والمدفوعة في جميع المجالات التي تود تعلمها أو معرفة المزيد عنها، ما عليك سوى تحديد الموضوع في محرك البحث والتسجيل في الكورس ثم الالتزام فيه، وهنا أصبحت المذاكرة أونلاين!، فدعني أحدثك عن “المذاكرة الرقمية”
هي تسهيل من التكنولوجيا لعملية الدراسة والمذاكرة فتُمدك بالمحتوى والأدوات وما عليك سوى المذاكرة والتطبيق.
وتعتبر الأحدث في الأساليب التعليمية، والأسرع في الوصول إليك حاليًا، كما أنها أكثر توفيرًا لوقتك عن المذاكرة التقليدية، لذلك عليك البدء في الاعتياد عليها😌.
كيف تذاكر أونلاين؟ (لا تقلق سأخبرك!)
- حدد ما تريد دراستة، وتأكد اتصالك بالإنترنت جيدًا، واختر مكانًا مناسبًا.
- اصنع جدول للدراسة خاصة بك، هذا بداية الالتزام بالدورة التدريبية (الكورس) الذي سوف تدرسه مع تحديد وقت خاص له.
- تجنب جميع المشتتات التي تقلل من انتباهك وتركيزك أثناء الدراسة، كالرسائل والإشعارات وغيرها، اغلق جميع إشعارات حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بك.
- اجعل طريقة التعلم أكثر فعّالية ودوّن ملاحظاتك بعد الاستيعاب و استرجع معلوماتك.
- لا تنس فترات الراحة البسيطة بين الوقت المحدد لتجديد نشاطك.
- إذا كان هناك مادة علمية يمكنك طباعتها فافعل!
- اختبر نفسك في المعلومات أو تستعيد بعصف ذهني ما قمت بدراسته.
- ركز على شيء واحد فقط تنجزه ثم تنتقل إلى آخر، تجنب التشتت الناتج عن تعدد المهام.
- ادرس مع أحد اصدقائك أو كوّن أصدقاء من الإنترنت وابدأ معهم في مشاركة المعلومات وتبادل تحصيل كلٍ منكم.
وأخيرًا يمكنك دراسة الكورس الأكثر انتشارًا حول المذاكرة الأونلاين هو “Learning how to learn ” على منصة كورسيرا سيساعدك بشكل كبير.
3. تابع صُنّاع المحتوى الهادف عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
متابعتك المستمرة للمحتوى وتحليلك له، يعتبر تغذية مهمة لمهاراتك في صناعة المحتوى، فإن حرصت على عملية المدخلات إلى عقلك باستمرار تستطيع أن تستمر في إبداع المخرجات.
تجربتي مع التطور الذاتي والمذاكرة أونلاين:
منذ ثلاث سنوات شاهدت فيديو عبر الفيسبوك لأحد الأشخاص متحدثًا عن الـ MOOC وهي اختصار لـ (Massive Open Online Courses)
وهي المساقات التعليمية التي يمكنك دراستها من أفضل الجامعات العالمية ويلتحق بها آلاف الطلاب عبر الانترنت، ومن هنا بدأت رحلتي في التطوير الذاتي أونلاين، انضممت لمجموعة شباب من فئتي العمرية، أصبحنا ندرس سويًا وكل فرد منّا يأخذ ملاحظاته على المحتوى ثم نتناقش فيها في موعد محدد.
تعلمت من خلاله الكثير من المهارات الشخصية كإدارة الوقت، ومهارات التواصل، والعمل الجماعي، والقيادة وأساسيات الكثير من المجالات الأخرى.
لا استطيع وصف أثر ذلك على شخصيتي وطريقة تفكيري ونظرتي للأشياء وتحليلي للمواقف، فالأمر أشبه كأنني تشكلت من جديد!
اطلاعك على العالم بطرق علمية بدوره أن يوسع إدراكك بشكل رائع، ومعلوماتك البسيطة في المجالات المختلفة تُسهل عليك الربط بين الأفكار وتسلسلها.
وإذا سألتني عن شئٍ واحدٍ تفعله لكي تستطيع القيام بهذا، فإجابتي ستكون”أن تستمر” مهما كانت خطواتك في التطور بسيطة أو بطيئة، استمرارك عليها لا يستهلك من طاقتك كثيرًا ولكنه سيعطيك نتائج مُدهشة، فلا تقف مكانك وأكمل السير.
الآن، أخبرني في التعليقات عن آخر شيء جديد تعلمته👀