هل تشعر بأن عقلك توقف عن إنتاج الأفكار؟ هل تشعر بالكسل؟ فقدت الشغف ربما!
لا، الموضوع ببساطة أنك تحتاج وقت الراحة من عملك حتى تتجدد الأفكار بعقلك مرة أخرى.
أم تعتقد أن العمل بشكل مستمر يزيد من إنتاجيتك؟ بالعكس!
يوجد تقرير سابق لمنظمة الصحة العالمية أخبرنا أن ساعات العمل الطويلة أدت إلى وفاة حوالي 750 ألف شخص في عام 2016! وذلك بسبب العمل أكثر من 55 ساعة أسبوعيًا.
والآن مهم جدًا أن تعرف كيف تمضي وقت الراحة حتى تعود من جديد وبكامل قواك.
وقت الراحة عزيزي صانع المحتوى لا يقتصر على أخذ قسط من النوم فقط، بل أن تريح عقلك وجسدك بوقت واحد، عن طريق القيام بأنشطة مفيدة تحبها.
بالطبع دار بذهنك سؤال: هل سأقوم بنشاط في أوقات راحتى أيضًا؟ ألم يكفي أنشطة العمل المختلفة؟
لكن دعني أوضح لك، ليس المقصود بالنشاط هنا بذل مجهود ذهني كبير، وعلى نقيضه لا يجب عليك خسارة هذا الوقت في النوم فقط.
لذلك دعني أعرفك على أنشطة التفريغ المختلفة لتساعدك في إعادة عقلك لحالة التأهب من جديد.
محتويات المقال
علامات تدل على حاجتك إلى استراحة قصيرة أو وقت الراحة
أحيانًا يتداخل شعورك بالكسل مع شعورك الحقيقي بالحاجة إلى الراحة، لذلك دعنا نتعرف إلى أعراض تدل على حاجتك إلى استراحة بشكل فوري.
- انخفاض مستوى الأداء:
أشهر الملاحظات هي شعورك بعدم قدرتك على إنتاج أفكار جديدة.
2. الخمول والكسل:
ويتمثل في انعدام رغبتك بالقيام بأبسط الأشياء.
3. اضطرابات النوم:
سواء كان قلة أو زيادة عدد ساعات النوم بشكل ملحوظ الناتج عن القلق والتوتر.
4. آلام الرأس:
الشعور بصداع برأسك طوال الوقت.
وغيرها من الأمور الأخرى التي تصيبك نتيجة ضغط العمل المتكرر، لذلك بمجرد شعورك بأيٍ من تلك الأعراض أرجوك استرح وابحث عن نشاط ممتع للقيام به.
كيف تساعد جسدك على الراحة والنشاط والمتجدد؟
كما تحدثنا في السطور السابقة عن أهمية وقت الراحة جسديًا ونفسيًا، حان الوقت لنختار بعض الأنشطة البسيطة التي تساعدك على الراحة وتجديد نشاطك لأسبوع عمل حافل بالإنجازات!
اكتساب عادات صحية جديدة
البدء بعادات صحية هو أساس الحفاظ على صحتك الجسدية والنفسية، بالطبع لا يغنيك عن أخذ وقت راحة وأداء أحد أنشطة التفريغ التي سنتحدث عنها لاحقًا، إليك أكثر العادات الصحية فاعلية في تحسين جودة حياتك:
الطعام الصحي
وليس المقصود به نظام غذائي قاسٍ، لكن معرفة احتياجات جسمك من الغذاء، إدخال عناصر أساسية بشكل كافٍ مثل الخضروات والفواكه، والابتعاد عن المشروبات والأطعمة عالية السكريات والدهون مثل المشروبات الغازية والطعام السريع، ببساطة الاعتدال في كل شيء.
مواعيد نوم ثابتة
التعود على الاستيقاظ والذهاب إلى النوم في أوقات ثابتة يوميًا، يساعد الساعة البيولوجية بالتأقلم معها، وإذا اعتدت على الاستيقاظ مبكرًا ستشعر بوجود وقت ومساحة أكبر للقيام بعادات وأنشطة أكثر.
ابعد عن الشاشات
بكونك صانع محتوى رقمي سيكون أغلب أوقات يومك أمام الشاشة، سواء كانت شاشة اللاب توب أو شاشة الموبايل، والتعرض الكثير للأشعة الصادرة منها يؤثر بالسلب على المدى البعيد بالنسبة لأشياء كثيرة وأهمها:
- عينك بالإجهاد المستمر والجفاف
- الجلد بالتعرض للأشعة الصادرة من الشاشات
- جودة نومك حيث تؤثر على إمكانية الاستغراق في النوم العميق
لذلك احرص على تقليل عدد ساعات جلوسك أمام الشاشات بقدر الإمكان وسوف تلاحظ الفرق.
الاشتراك في نشاط تطوعي
يعود عليك الاشتراك بأي نشاط تطوعي بعائد معنوي هام، عكس الاعتقاد أنه مضيعة للوقت، لكن بمحافظتك على وقت ثابت أسبوعيًا يعيد لك النشاط والتركيز على أمور مختلفة.
اقرأ كتاب ورقي
نعلم جميعًا فائدة القراءة للجميع وبالأخص لك صانع المحتوى، فهي تغذي عقلك وتفتح لك دروب آخرى في مختلف المجالات، لكن قراءتك في كتاب ورقي بالأخص تعيد انتعاش عقلك وروحك وبنفس الوقت تبقيك بعيدًا عن الشاشات لفترة معينة.
كما يمكنك الآن أن تتعرف على روتين صانع المحتوى في القراءة حتى تكتب بشكل أفضل.
ملاحظة: اكتساب العادات تبدأ بممارستك للقليل منها باستمرار لمدة 20 يومًا متصلًا، حتى تصبح من روتينك اليومي بدون تفكير، ابدأ بأحد العادات الصحية الآن.
والآن هيا بنا لنعرف ما هي الأنشطة التي يمكنك القيام بها في فترات راحتك.
أنشطة تفريغ تساعدك في إنعاش عقلك في وقت الراحة
لن أعطيك قواعد صارمة وأخبرك أنه يجب عليك تنفيذها حتى تتخلص من الضغط الحالي، لكن سأمنحك عدد من الاختيارات التي تعد من أهم طرق تفريغ الضغط الذي تواجهه.
لكن دعنا نتفق من البداية أن جميع أنشطة التفريغ هي في المقام الأول نشاط مريح وتحب القيام به بكل سهولة، وذلك مثل:
1.لا بأس بفنجان من القهوة
كنت تتوقع أن أبدأ بنشاط جسدي أو ذهني كبير، أليس كذلك؟
لكن بمجرد قيامك بعمل فنجان قهوة أو أي مشروب تحبه، سوف تحرك جسدك قليلًا لتتجدد طاقته، مع تركيز عقلك -ولو لفترة قصيرة- على شيء آخر بعيد كل البعد عن العمل، يمكنك اتباع هذا الأسلوب داخل مكان العمل أو بمنزلك.
2. ممارسة الرياضة بانتظام
تمهل! لا أقصد أن تكون شخص رياضي بالفطرة أو تمارس رياضة ثقيلة، كل المطلوب منك هو ممارسة مجهود بدني بقدر معين حتى يفرز عقلك هرمون الإندروفين المرتبط بالأنشطة الرياضية لتشعر بالسعادة، مثل رياضة المشي، الركض أو حتى التنزه في الهواء الطلق أو وسط مساحة خضراء أو حتى القيام بالأعمال المنزلية، فالسر يكمن في الاستمرارية.
3. جلسة تأمل
من أهم مميزات التأمل أن يمكن ممارسته بأي وقت ومكان، تستطيع التأمل وأنت في الطريق إلى عملك أو أوقات الانتظار، حتى يعود لك الهدوء والسلام الداخلي.
يمكنك القيام بإحدى جلسات التأمل في بيتك بكل سهولة، كل ما عليك هو الجلوس في وضع مريح، التنفس ببطء، مع التركيز على فكرة واحدة برأسك حتى تصفي ذهنك تمامًا، مع العلم أن التنفس العميق من أبسط أساليب التأمل.
أو تستطيع التأمل وأنت في نزهة خارجية محاط بأجواء طبيعية تساعد في خفض مستوى التوتر لديك.
4. شاهد أحد الأفلام الكوميدية في وقت الراحة
تخيل بعد يوم عمل طويل تعود إلى منزلك وتُعد مشروب ساخن لتستعد لمشاهدة فيلم كوميدي يخف من حدة التوتر طوال اليوم…
ولم الأفلام الكوميدية؟ تستطيع مشاهدة أي نوع من الأفلام الخفيفة المناسبة، لكن الضحك يخفف من الضغط العقلي ويحدث تغيرات إيجابية بجسدك أيضًا.
5. اليوجا رياضة أيضًا!
إذا لجأت إلى اليوجا فهنيئًا لك، لقد اخترت نشاط يعمل به كلًا من العقل والجسد بآنٍ واحد، حيث تقوم بالعديد من الحركات الجسدية لتعمل على استرخائك وتقليل التوتر بشكل ملحوظ، لا تحتاج أن تكون محترف لتتمكن من البدء، كل ما عليك هو مشاهدة هذا الفيديو لمساعدتك أكثر.
كيف اتخلص من توتري – يوغا للمبتدئين تماما
6. اكتب كل ما يدور بذهنك
لا داعي أن يكون كلام منسق ومرتب، لكن يكفي أن تُخرج الكلمات من رأسك على الورق حتى تُفسح المجال للأنشطة الهامة، فلا تُزاحم عقلك بالأفكار، تخلص منها يوميًا حتى تحافظ على هدوئه وتُجنب نفسك التوتر والإجهاد.
7. قضاء أمسية لطيفة
قضاء وقت مع أصدقائك أو أقاربك يخفف من توترك ويقدم الدعم الذي تحتاجه في الأوقات الصعبة.
رحلة داخل عقل صانعة محتوى – تجربتي الشخصية لـ وقت الراحة
ومن منا لا يحتاج إلى راحة من المهام اليومية التي يقوم بها؟ بل حتى نحتاج إلى فترات استراحة في اليوم الواحد!
دعني أحدثك عن احتياجي الشخصي للراحة وكيف أتعامل معه.
أولًا: في يوم العمل العادي
- إذا كنت في مقر العمل لا أستطيع أن أجلس لمدة 8 ساعات بشكل متواصل، أُفضل القيام والتمشية قليلًا أو النظر من النافذة لدقائق بسيطة أو تحضير مشروب، وقت الصلاة، استراحة الطعام وهكذا.
على الأقل قف لتغير من وضعية جسدك، وإذا استطعت يمكنك تقسيم مدة الراحة الطويلة إلى أكثر من فترة.
يمكنك الاستعانة ببرنامج Pomodoro الذي يقسم لك وقتك ويكافئك بـ 5 دقائق راحة بعد 25 دقيقة من العمل.
- النقاش مع زملاء العمل يضيف لشخصك وعملك كما يقوم بإشغال عقلك بأمر آخر مفيد.
- أما إذا كنت أعمل من المنزل أحب التحدث مع أحد أفراد الأسرة ثم العودة للعمل من جديد.
ثانيًا: وقت الراحة في عطلة نهاية الأسبوع
ليست مخصصة للنوم كما اعتدنا، لكنها مناسبة لتعلم مهارة جديدة، قراءة جزء من كتاب، الذهاب إلى النادي الرياضي حتى أٌعيد شحن طاقتي للأسبوع التالي.
وعلى عكس الاعتقاد السائد أن الحصول على أطول فترة نوم ستكون مفيدة لشحن طاقتك، لكن سيزيد النوم من خمولك وإحساسك بالكسل، لذلك لا تضيع عطلتك القادمة.
ثالثًا: أنشطة أخرى في وقت الراحة تعيد شحن طاقتي
- التمشية نهارًا في ضوء الشمس ولو لمدة قصيرة من أقرب الأنشطة لقلبي وخصوصًا في فصل الشتاء، حيث يمدني بـ دفء وطاقة عالية.
- نهاية الأسبوع لها مذاق آخر، حيث أُفضل قضاء المتبقي من اليوم بالخارج مع الأصدقاء بعد أسبوع طويل، كنوع من المكافأة الذاتية.
- وبالحديث عن نهاية الأسبوع، فإنه وقت مثالي للإبتعاد قليلًا عن تطبيقات التواصل الاجتماعي.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم يغير من شعور الملل بنسبة 100% لو تعلم! لذلك أحرص على لعب الرياضة والقليل من اليوغا حوالي 8 ساعات أسبوعيًا فقط.
بالنهاية عزيزي أنت وحدك تعلم أي نشاط تحتاج إليه الآن، فليس عليك القيام بكل تلك الأنشطة بوقتٍ واحد، فمثلًا في نهاية يوم عمل شاق يناسبك مشاهدة أحد الأفلام الكوميدية للتقليل من حدة اليوم وليس ممارسة الرياضة!
لذلك ها أنا وضعتك بأول الطريق، اختر النشاط المناسب، اكتسب عادات صحية جديدة، وأرجوك استرح!
شارك المقال مع أصدقائك لتشجيعهم على أخذ استراحة قليلة وأخبرنا ما النشاط الذي اخترته لنفسك؟
التعليقات: 1 On روتين صانع المحتوى | وقت الراحة ليس للنوم! أيقظ عقلك وجسدك
مقال أكثر من رائع و أستطيع أن أوكد علي مدي جدوي وفعالية هذه النصائح من تجربة شخصية, جزيل الشكر لكاتب المقال .