التواصل عبر كل مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية فقط
هل ترى صعوبة في ذلك؟
تابع وستجد رد اللغة العربية على لسان الشاعر حافظ إبراهيم:
وسعتُ كتاب الله لفظاً وغاية *** وما ضقتُ عن آيٍ به وعظات
فكيف أضيقُ اليوم عن وصف آلة *** وتنسيق أسماء لمخترعات
وهذا ما يثبت لك مكانة اللغة العربية وقدرتها على التأقلم مع كل ما هو جديد، وإضافة قيمة لكل ما تُستخدم فيه.
فهيا بنا نبدأ رحلتنا مع اللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي
محتويات المقال
ولكن هل تعرف كيف حال اللغة العربية في العصر الحديث؟
في واقع الأمر لا يسهل على أي منا وصف واقع اللغة العربية في زمننا؛ لأن معظم المعلومات لا تكفي لمعرفة حال اللغة اليوم إلا أنها من اللغات السامية باعتبارها لغة شعائر دينية في العبادات الإسلامية والمسيحية
والأكثر انتشاراً في العالم حيث يتحدث بها أكثر من 467 مليون نسمة في العالم العربي وبعض المناطق المجاورة، وبناءً على ذلك فهي
- تحتل المركز الثالث كلغة رسمية.
- تأتي المركز الرابع من حيث عدد المستخدمين على الإنترنت.
ومعترف باللغة العربية بين اللغات المستخدمة في الأمم المتحدة
ولذلك تم اعتبار يوم الثامن عشر من ديسمبر للاحتفال بكونها من اللغات المعتمدة في العمل في الأمم المتحدة.
وجاء في عام 2017 من قبل المجلس الثقافي البريطاني تقرير مفصل عن اللغات الأكثر طلباً تحت عنوان {لغات المستقبل} تبين أن:
- اللغة العربية تحتل المركز الثاني على مستوى العالم.
- حازت اللغة العربية على المركز الرابع من حيث اللغات الأكثر جنياً للأرباح في بريطانيا.
وتحتوي اللغة العربية على مادة لغوية أقوى مقارنة بغيرها من اللغات، فنجد أن معجم لسان العرب لابن منظور من القرن الثالث عشر يحتوي على 80,000 مادة لغوية في حين أن قاموس صموئيل في اللغة الإنجليزية يحتوي على 42,000 كلمة فقط في القرن الثامن عشر.
وبالرغم من كل ما تمتلكه اللغة العربية من مادة لغوية ومكانة دينية وسِعة في الانتشار إلا أنها تشهد تراجع ملحوظ في الآونة الأخيرة
وأكثر ما يجعلنا في حالة خوف وقلق تزايد استخدام اللغة العامية واللغة الأجنبية في التواصل بشكل يومي سواء في الواقع أو من خلال التواصل من خلال العالم الافتراضي بكل منصاته بعد أن أصبحت كل تعاملاتنا وتواصلنا مع بعضنا البعض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بداية من:
- الفيس بوك.
- الواتس اب.
- لينكد إن.
- ماسنجر.
- سناب شات
وغيرها من وسائل التواصل.
ما مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على اللغة العربية؟
قبل أن أعطيك إجابة واضحة لهذا السؤال، تخيل لو أننا جئنا بشخص من القرن الماضي اعتاد الحديث باللغة العربية الفصحى، وطلبنا منه أن يتحدث إلى أحد الأشخاص من خلال إحدى وسائل السوشيال ميديا كالفيس بوك أو الواتس آب،
- هل سيفهم الhختصارات المستخدمة في المحادثة؟
- هل سيدرك تداخل اللغة العربية والإنجليزية معًا؟
- هل سيتعرف على مدلول الأرقام في وسط الحروف الإنجليزية؟
- هل من ممكن أن يدرك استخدام الرموز التعبيرية والاستيكرز؟
بكل صراحة ستكون الإجابة ب لا. وهنا يظهر بوضوح مدى تأثير لغة الإنترنت على اللغة العربية، وتأثير لغة السوشيال ميديا على الشباب.
فنجد أن لغة الإنترنت جعلت اللغة العربية على الهامش بعد أن أصبح استخدام اللغة العامية واللغة الأجنبية أسهل في التواصل
وزاد عليهم الفرانكو آراب وهي لغة تجمع بين الحروف الإنجليزية والأرقام لتكوين كلمة وكانت هذه الأكثر شيوعا في الاستخدام بين الشباب.
وكان من ضمن الأسباب التي أدت إلى ضعف اللغة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا:
مفهوم الازدواجية اللغوية وهو تداخل اللغتين في عملية التواصل وهذا مع مرور الوقت جعل التحدث والكتابة باللغة العربية عند الشباب صعبًا ليس لكونها صعبة ولكن لاعتماد الشباب على الأسهل فقط لا غير.
واستكمالًا لتأثير وسائل التواصل الإجتماعي على اللغة العربية سنعرض الجانب الإيجابي، فسنجد أن وسائل التواصل الإجتماعي داعم قوي لتعليم اللغة العربية في العصر الحديث.
وتباعاً إلى نشاط مواقع التواصل الإجتماعي في العصر الحديث زاد إنشاء الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي سواء لبناء محتوى تعليمي أو محتوى ترفيهي أو حتى من خلال المحتوى التسويقي
وكان الهدف الأساسي هو زيادة التفاعل وزيادة عدد المتابعين
وكان لاستخدام اللغة العربية دور بارز في زيادة الربح عند توظيفها في صناعة المحتوى على السوشيال ميديا وتقديمه بطريقة تضمن الوصول إلى الأهداف المطلوبة، وكان هذا داعم قوي لصناع المحتوى العربي لأنه فتح الباب أمامهم لتقديم محتوى مختلف.
هل هناك فرص وتحديات للغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي؟
منذ قديم الأزل واللغة العربية في تحدي مع كل ما مر عليها، ولكنها بقيت وستظل شامخة صامدة وفي حالة مقاومة لكل محاولات دفنها حية.
وأهم ما تتحداه اللغة العربية في عصرنا الحالي هو:
1- ضعف المحتوى العربي على منصات التواصل
نتيجة لعدم احترام حقوق الملكية وعدم السلاسة في عرض المحتوى
نتيجة لاحتوائه على أخطاء إملائية ونحوية فينعكس ذلك على جودة المحتوى بالسلب.
2- عدم تمكين اللغة العربية تقنياً.
وذلك بسبب قلة التعاون بين المجالات البحثية اللغوية والتقنية.
3- قلة السعي في جعل أنظمة التكنولوجيا الآلية وبرامج البرمجة باللغة العربية
لأننا اعتدنا أن تكون البنية الداخلية لكل الأجهزة الحديثة باللغة اللاتينية، وذلك باعتبار اللغة العربية غنية ومتفرعة.
4- ظهور لغة جديدة إلى السوشيال ميديا
وهو ما تحدثنا عنه في الفقرة السابقة (الازدواجية اللغوية و الفرانكو آراب).
وبعد أن توصلنا إلى تحديات اللغة العربية على السوشيال ميديا دعنا نسرد إليك:
ما هي الفرص المتاحة أمام اللغة العربية لكي نوظفها لخدمة المحتوى العربي؟
1- دعم منصات التواصل الاجتماعي للغة العربية، وهذا أدى إلى وجود محتوى عربي وإن كانت جودته لا تزال ضعيفة.
2- فتح المجال لكل صناع المحتوى ومحبي اللغة العربية في السعي بكل جهدهم لصناعة محتوى عربي قوي.
كيف ننهض باللغة العربية لخدمة المحتوى العربي؟
لكي نصل باللغة العربية وصناعة المحتوى العربي إلى بر الأمان
وإيجاد الحلول لتقديم محتوى قوي يعترف به في كل منصات التواصل الاجتماعي لابد من معرفة الأسباب التي تعيق ذلك وهي باختصار:
1- عدم تأسيس الأجيال لغويًا بطريقة صحيحة منذ الصغر.
2- ندرة وجود الكوادر المؤهلة بطريقة صحيحة لتطوير المحتوى العربي.
3- عدم وجود هيئات مختصة تضع قوانين تدعم تطوير المحتوي العربي.
ولا بد من العمل جاهدين لإيجاد حلول للنهوض باللغة العربية وذلك من خلال:
1- العمل على إصلاح البنية التعليمية وإعادة النظر في المناهج لخروج جيل مُلم بكل خفايا اللغة العربية.
2-إطلاق مبادرات لغوية موسمية وذلك لزرع قيم مجتمعية ووعياً لغوياً.
3- تشجيع التعليم الذكي من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
4- إنشاء مراجع دولية للغة العربية لتعزيز حضور اللغة العربية بين العوالم الجديدة.
5- بناء شراكة بين المؤسسات التعليمية في العالم العربي والدول الأجنبية لتعزيز حضور برامج التبادل الثقافي.
وفي نهاية المقال دعونا نختصر حديثنا عن اللغة العربية والسوشيال ميديا في أنها لغة المستقبل بالرغم من كل المحاولات المستمرة لطمس مكانتها
وبالرغم من كل المعوقات إلا أن هناك حلول مقترحة لتحويلها إلى لغة الإنترنت ولهجة مستخدمة في كل وسائل التكنولوجيا الحديثة
تبعاً لذلك سنرى مدى جمال اللغة العربية يتلألأ في كل المنصات على يد صناع المحتوى سواء من خلال كتابات تسويقية أو إبداعية
أو من خلال تعريب المقالات والفيديوهات المنتشرة على السوشيال ميديا بطريقة صحيحة ومبسطة.
شاركنا شعورك لو أصبحت اللغة العربية لغة السوشيال ميديا، ولغة رسمية لكل البرامج على مستوى العالم؟
التعليقات: 2 On ماذا لو: سيطرت اللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي؟
لم تجيبي على السؤال:
ماذا لو: سيطرت اللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي؟
بالمختصر، سيصبح التعامل أكثر سهولة وتتجلى مكانة اللغة العربية بين اللغات، ومن ثم سيُفتح الباب لوجود محتوى عربي يخدم كل المجالات.